موضوع هذا الأحد، في هذا الذهاب إلى الصوم الكبير، يفرض ذاته عليَّ، في كلّ سنة، لسببَين. الأوّل لكونه يقرّب النهاية، أي يجعلها أمامنا الآن في تاريخنا، قبل النهاية. التلاوة الإنجيليّة، التي نقرأها فيه (متّى ٢٥: ٣١- ٤٦)، تكشف أنّ الله سيقاضينا على الحبّ الذي فعلناه أو لم نفعله. هذا كشف الرحمة لكلّ الذين عيناهم في ...
إقرأ المزيدالتوبة فعلاً
مثل الابن الشاطر (لوقا ١٥: ١١- ٣٢)، الذي ثبت موقعه في ليتورجيا الأحد الثاني من فترة التهيئة للصوم الكبير، يكشف الهدف الكبير من الصوم. الصوم هو "دعوة عامّة" إلى التوبة. سأوضح. هذا المثل، مثل الابن الشاطر، هو، واقعيًّا، يحكي قصّة ابنَين شاطرَين. الابن الأصغر، الذي يظهر في المثل أنّه انشطر عن بيت أبيه، دعوة التوبة ...
إقرأ المزيدأحد الفرّيسيّ والعشّار
الصوم الأربعينيّ قد اقترب. هذا ما يقوله ترتيب كنيستنا في هذا الأحد الذي أخذ اسمه من مثل رواه يسوع، مثل الفرّيسيّ والعشّار (لوقا ١٨: ١٠- ١٤). الصريح في هذا المثل، الذي يطلقنا إلى الفصح، أنّه يطلب أن يهدينا هذه القناعة المنجّية: أنّ الإيمان، فهمًا وممارسة، لا يمكن أن ينفعنا من دون أن نحبّ الله والناس. ...
إقرأ المزيدأحد الدينونة
الذين يلتزمون العبادة في كنيستنا يعرفون أنّ الآحاد الأربعة، التي نتهيّأ فيها للصوم الكبير، تأخذ أسماءها من النصوص الإنجيليّة التي نقرأها في القدّاس الإلهيّ. أحد الدينونة، أي هذا الأحد، أخذ اسمه من قراءة استلّتها الكنيسة من إنجيل متّى (٢٥: ٣١- ٤٦). كيف نطلق على يومٍ محدّدٍ ما سيفعله الله في يومٍ آت؟ هذا كشف الرحمة ...
إقرأ المزيدالفكر الكنسيّ الأرثوذكسيّ
الصوم الكبير قراءات أيضًا، ارتقاء في معرفة الكلمة ومعانيها أكثر فأكثر. تعلمون أنّ هناك كتبًا تمدّها الكنيسة لنا غذاءً أبديًّا في الصوم (العهد الجديد، السلّم إلى الله…). هذا يشجّعنا على أن يكون لنا تقليدٌ خاصٌّ في القراءة، أي كُتبٌ نضع في برنامجنا أنّنا سنقرأها في الصوم وخارج الصوم. ذكرتُ لكم من قبل كُتبًا أرى أنّ ...
إقرأ المزيدإرادة الله
كان الصوم الأربعينيّ من أجل تعظيم الوعي أنّ "إرادة الله قداستنا". عندما أظهرت الكنيسة في الأحد الأوّل من الصوم يسوع يدعو تلاميذه، كشفت انطلاق هذه الإرادة المخلّصة. في الأحد الثاني، بيّنت الخطوة الثانية التي تتبع دعوة التلاميذ. كان يسوع في بيت يعلّم الكلمة. ما من تلميذ بلا كلمة. ثمّ في الأحد الثالث، أرتنا يسوع على ...
إقرأ المزيدالتعليم والحياة
في آحاد الصوم، تدفعنا الكنيسة إلى أن نركّز على وجهَي الالتزام، التعليم والحياة. ما أودّ أن أذكّر به اليوم، هو أنّ الهدف الأعلى من هذا التركيز هو أن نحبّ الاستقامة في غير حال. لا معنى لشيء نعرفه، إن لم نعتقد أنّ الاستقامة لا تُجزَّأ. لا تُفصَل العقيدة عن الحياة. ليست الهرطقة لفظيّةً فقط، بل سلوكيّة ...
إقرأ المزيدالصوم الكبير
الصوم، للذين يمارسونه بقناعة واعية، هو اعتراف علنيّ أنّ الدنيا إنّما هي إلى زوال. كلّنا نعرف أنّ هذا الصوم الكبير طريقنا إلى الفصح، رحلة إلى العيد، كما يسمّيه الطيّب الذكر الأب ألكسندر شميمن. ولكنّ الفصح لا نصل إليه من دون صليب، من دون موت. إذًا، الصوم هو هذا الإقرار الإراديّ أنّنا نقبل هذه الطريق، هذه ...
إقرأ المزيدانطلاق إلى الفصح
صار لي تقليدًا سنويًّا أن أقرأ، في مثل هذه الأيّام، كتاب الأب ألكسندر شميمن: "الصوم الكبير". الكتاب غاية في الأهمّيّة، إن على مستوى العلم، أي هنا المعرفة التي تتعلّق بـ"زمن التريودي"، أو قدرة كاتبه على اقتحام أعماقنا، من أجل أن يمدّ لنا غنَى أنّ العمق، عمقنا، هو موطن الله الأحبّ. الكتاب، كلّما قرأتُهُ، يتحدّاني بغناه، ...
إقرأ المزيدالابن الشاطر
هو رفيقنا إلى الفصح. إنّ ذكرَهُ يضجّ في صلوات الصوم الكبير من البدء إلى المنتهى. الله، في مثل الابن الشاطر (لوقا ١٥: ١١- ٣٢)، انكشف أنّه إله لا يريد شيئًا كما يريدنا معه أحرارًا، أيًّا كانت كلفة هذه الإرادة: أن يخسر "ثروته"، أن يعيّره الناس، أن يلومه أهل بيته، إخوتنا الكبار… إله يحبّنا، إله وجَدْنا ...
إقرأ المزيدأحد الفرّيسيّ والعشّار
تُدخلنا الكنيسة اليوم في فترة التهيئة للصوم الكبير. المثل الإنجيليّ، الذي تقرأه علينا (لوقا ١٨: ٩- ١٤)، يهدي هذا الأحد اسمه. قصّة المثل بسيطة. فرّيسيّ وعشّار يدخلان الهيكل، ليصلّيا. الأوّل يمجّد نفسه، ويحتقر الثاني. فيما الثاني يطلب الرحمة على خطاياه. التبرير كان من نصيب العشّار. المثل صريح. تقول الكنيسة اليوم إنّ الصوم الآتي هو لإصلاحنا ...
إقرأ المزيدقصّة مريم المصريّة
سُمِّيت مريم. هناك مريم من الناصرة يشتهي الكون أن يتمثّل بها. ولكنّ هذه، التي من مصر، خرجت على اسمها. عاشت شبابها في الفسق. ثمّ في يوم، نظّم بعضُ قومها رحلةً إلى فلسطين من أجل السجود للصليب. التحقت بالرحلة تقصد التسلية التي فيها دمارُها. لم تكن تعرف أنّ شفيعتها تنتظرُها هناك على بابِ الكنيسة، حيث الصليب. ...
إقرأ المزيدالعيد لنا كلّنا
الصوم الأربعينيّ كلّه إصرار على أن نستمرّ في الصوم حتّى النهاية، أي حتّى عيد الفصح. هذا الأحد، الذي عيّدنا فيه للسجود للصليب، مثال صارخ على ذلك. العيد، في تفاصيله، يستدعي النهاية. زيّاح الصليب، الورود، السجود والتقبيل…، كلّها من عطايا الأسبوع العظيم. الخدمة، كما هي، تحثّنا على أن نكمل انطلاقنا بفرحٍ إلى الفرح. هذا دربنا إلى ...
إقرأ المزيدكيف نصل إلى الفصح؟
هذا سؤال طرحه أحد أصدقائي على أخ كبير منذ نحو أربعين سنة. كنّا في الصوم الكبير. أصارحكم. استغربتُ السؤال! ألسنا، في الصوم، في طريقنا إلى الفصح؟! ولكنّ أخانا قَبِلَهُ بجدّيّةٍ ما زالت أمامي. أذكر جوابه. قال: "إن لم نكتسب فضيلة التواضع، نعبر العيد إلى رتابة جديدة". قبل يومَين، ردّني إلى هذا الجواب واحدٌ من الإخوة ...
إقرأ المزيدزمان الصوم
عندما قال الأب ألكسندر شميمن في كتابه الكبير "الصوم الكبير": "الخطيئة هي دائمًا غياب الحبّ" (صفحة ١٥)، لم يحدّد الخطيئةَ أو مرتكبَها. أيّ خطيئة، تُرتكَب في العالم، تفضحني. لو كنتُ أحبّ أكثر، لكان العالم أفضل. لِم لا أعود إلى نفسي، مثل الابن الشاطر؟ لِم لا أحني رأسي عن هذا العالم أستدرّ الرحمة لي وله، مثل ...
إقرأ المزيدرحلة جديدة
سنمشي غدًا في رحلةٍ نخالُ أنّنا نعرفها. ولكنّ الله، للصائمين، مرافقات مجدِّدة. إن استطعنا أن نفهم أنّ هذا الصوم الكبير سبيل إلى معانقة المسيح الحيّ (متّى ٢٨: ١٦)، يكون كلّ ما يطلبه الله فيه منّا جديدًا لنا. بلى، الصلاة نعرفُها. نعرف ما نأكل فيه وما لا نأكل… كيف يكون المعروف جديدًا؟ في الممارسةِ جوابُنا. الله ...
إقرأ المزيدتمرين على الخير
مَن يعطيني أن أُردّد على نفسي كلمةً توافقني تشبه كلمة القدّيس أنطونيوس الكبير: "أنا لستُ راهبًا. لكنّي رأيتُ رهبانًا"؟ ليس جوهر التواضع أن أرى فقط أنّني لا شيء، بل هو أيضًا أن أعترف بجمال الآخرين، وأن أفرح بهم. تعالوا نمرّن أنفسَنا على هذا الخير في الصوم المطلّ. لنفتقر إلى النعمة. كلّ شيء ممكن بالنعمة.
إقرأ المزيديوحنّا السلّميّ
في الأحد الفائت، دعانا يسوع إلى أن نحمل صليبه. قال ما يعني: "إن كنتم تريدون أن تتبعوني إلى فصحي، ثمّة شيء ينبغي لكم أن تميتوه فيكم". ماذا أراد يسوع بقوله؟ ما هو هذا الشيء الذي يريدنا أن نميته؟ قدّيس الأحد الرابع من الصوم، أبونا البارّ يوحنّا السلّميّ، هو معنا اليوم من أجل أن يجيبنا عن ...
إقرأ المزيدأعلى ما يُقال
كلّما قرأتُ مثل الابن الشاطر (لوقا ١٥: ١١- ٣٢)، يستوقفني الأب الكامل في حبّه وإيمانه بحرّيّتنا وفي قدرته على انتظارنا إلى أن نعود من بعيدنا المعتوه. أحبّ أن أعتقد أنّ الأب، بعد أن أعطى ابنه أن يذهب في سبيله، انتظره نهاره وليله على شرفة المنزل! يسوع، عندما روى المثل، لم يذكر شيئًا عن شرفة. لكنّ ...
إقرأ المزيدمَثل الفرّيسيّ والعشّار
هذا المَثل المعروف، الذي قرأتْهُ كنيستُنا علينا اليوم (لوقا ١٨: ١٠- ١٤)، يفتح لنا زمانَ التهيئة للصوم الكبير الذي هدفه عيد الفصح. لِمَ اختارت الكنيسة، في مطلع هذه التهيئة، مثلاً نبذَ فيه يسوعُ جهارًا صومًا مارسه فرّيسيّ متعجرف؟ لا تتجدّد الحياةُ مع الله على أساس الادّعاء البغيض الذي أخرج آدم من الفردوس. منذ البدء، قبل ...
إقرأ المزيدهديّة الفصح
في مطلع هذا الأسبوع العظيم، تختار لنا الكنيسة نصوصًا إنجيليّة تذكّر بما قالته عن نهاية الأزمنة في اليوم الأوّل من الصوم. لمَ ذكر النهاية في البداءة والنهاية؟ الصوم الكبير كلّه واحد يحكي عن أنّ الله إنّما هو "هنا الآن"، من الآن إلى الأبد. الكلام على الدينونة لتعمير الحياة بأنّ الله قريب أبدًا. كيف نجدّد حياتنا ...
إقرأ المزيدالصلاة والصوم
قال أحدُهم للأب ألكسندر إلخانينوف: "لا تجد أناسًا طباعهم سيّئة كما تجد في الأسبوع الأخير من الصوم الكبير". ردّ عليه: "ما تقوله صحيح تمامًا. هذا ما يحدث دومًا عندما نفصل ما بين الصوم والصلاة..."! لا أعتقد أنّ هناك أبلغ من هذا الحوار دلالةً على أنّ الصوم ليس حميةً أو هدفًا بذاته. الصوم لا نفهمه فعلاً ...
إقرأ المزيدصداقة الكلمة
ما سرّ هذَين المثلَين، مثل الفرّيسيّ والعشّار (لوقا ١٨: ١٠- ١٤) ومثل الابن الشاطر (لوقا ١٥: ١١- ٣٢)، اللذين يسيطران على صلوات الصوم الأربعينيّ المقدَّس؟ هذا سؤال يعيد ذاته عليَّ في كلّ صوم كبير. لا أتذمّر من تكرار! حاشا! مَن يتضجّر من إلحاح الكلمة؟ لكنّي أحبّ أن أبدي عجبي علنًا! عجبي وإعجابي! كنيسة، ورثت كتابًا ...
إقرأ المزيدمريم المصريّة
القدّيسة مريم المصريّة، أينما ذُكرت، تريك أنّك بعيدٌ عن "البيت الأبويّ". ما سرّ هذه المرأة العجيبة التي استُدعيت إلى أن تتربّع على عرش الأحد الخامس من الصوم الكبير؟ في صلوات هذَين اليومَين، أمس واليوم، ردّدت الكنيسة ما كشفته في يوم عيدها (١ نيسان). قالت عنها إنّها، بعد أن أتمّت زيارة كنيسة القيامة في فلسطين، عبرت ...
إقرأ المزيدشفاء الزمان
الصوم الكبير انفتاحٌ على الأبديّة، إصلاحٌ للزمان الذي كسره آدم. خلق الله الإنسان، ليحيا إلى الأبد. أخطأ آدم. صار يموت. كَسَرَتْ خطيئتُهُ زمانَهُ. صارت له نهاية. هذا ما أتى المسيحُ يشفينا منه. ظهر الصومُ للتمرُّس بأنّ الله يريدنا معه أبدًا. لنأخذ، مثلاً، مواضيع آحاد الصوم. الأحد الأوّل هو لانتصار الإيقونة. هذه من لاهوت الأبد، هذه ...
إقرأ المزيدصوم الكلمة
أتيتُ إلى الصوم الكبير بعد تهاونٍ كبير. في بيتنا، كنّا مقسومين إلى قسمَين. القسم، الذي يصوم، هما أمّي وأختي. لا أنكر تأثيرهما في خياراتي الجديدة. لكنّ الصوم، ممارسةً، جاءني هديّةً من هدايا الكلمة (أقصد هنا التعليم الذي توزِّعه حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة). هذا أعطاني أن أتنشّق دائمًا رائحة كلمة الله في أيٍّ من مقتضيات الالتزام في ...
إقرأ المزيدمَن يفوقني؟
هذا السؤال، الذي طرحَهُ راهبٌ اسمه زوسيما، قادنا إلى معرفة أمّنا البارّة مريم المصريّة. لا أنسى رحمة الله! هذه القدّيسة، التي اعتنقت الغربة سبع عشرة سنةً في شبابها، دعتها الكنيسة من يوم عيدها (في ١ نيسان) إلى أن تختم آحاد الصوم الكبير. ثمّنت توبتها عن العالم ووهْم العالم وشغف العالم. قصّتها معلومة. صبيّة حملها شبقُها ...
إقرأ المزيدالشفاء الأعظم
كانت أُمّي تحبّ صلوات الصوم الكبير. كانت، قبل موعد الصلاة بنحو ساعة، تقوم إلى خزانتها، تختار ما ترتديه، ترتديه، وتخرج تضرب الأرض بعكّاز كان لها سندًا لعينَين كَلَّتا عن النظر. كانت تصرّ على أن تصعد إلى الكنيسة سيرًا على قدمَيها (نحو خمس دقائق من بيتنا). كيف كانت تصل بسلام؟ أظنّ أنّ ملاكًا كان يرافقها على ...
إقرأ المزيدالصوم الكبير
هو أكبر صوم في السنة، بل أبو الأصوام الكنسيّة الكبرى كلّها. كلّنا فيه نُدعى إلى أن نقول بثقةِ الكبار: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (لوقا ٤: ٤)، أي أن نثبّت قناعتنا بأنّ الحياة إنّما هي شخص، أي الله هو الحياة. أعرف أناسًا هجروا الصوم لتبريراتٍ تقنعهم. لكنّني أعرف آخرين أيضًا، يحيون بيننا، شاخوا على التزامه. ...
إقرأ المزيدالابن الشاطر
مرّرتَني اليوم. لِمَ؟ سؤال أريد أن أرفعه في هذه السطور. مَنْ يعرفْ تعليم الربّ، لا يَلِقْ به أن يخالفه. هذا سمعتَهُ منّي مرارًا. فالمعرفة التزام، أي فعل ظاهر. وهذا، كما شأني دائمًا، لا أقوله لك بحكم "خدمتي". كلّ مؤمنٍ دعوتُهُ أن يشبه كلّ كلمة خرجت ...
إقرأ المزيد