بعد الخدمة الإلهيّة يوم الأحد، خفّ إليَّ أحد الشباب الذين يعاونون في الهيكل. كان يحمل هاتفه مفتوحًا على موقع ينشر خبرًا عن كنيسة القدّيس بورفيريوس، في جنوبي غزّة، التي هَدمت إسرائيلُ، قبل شهر، بعضًا من ملحقاتها على أهلها. هذه ليست المرّة الأولى التي يمدّني فيها هذا الشابّ بخبرٍ عن غزّة أكتب عنه. أراني صورًا من ...
إقرأ المزيدأساس الخطر
قبل أيّام، وضع أحد أصدقائي بين يديّ فيديو ينقل تدمير إسرائيل مراكب صيّادين على شاطئ بحر رَفَح. لا أخفّف من ظلم ما تفعله إسرائيل في غزّة اليوم إن قلتُ: لم يفاجئني ما فعلته. لا أحصر نفسي في حقدها الذي ليس مثله حقد. كرهها استمرار الحياة في بلد، لا يمكنها أن تراه إلاّ فارغًا من الحياة، ...
إقرأ المزيدتراب ودم
عندما رأيتُهما يصرخان بلهجة غزّاوية أعرفها من جيران قدماء: "أريد أمّي وأبي"، كان الطفل الكبير (نحو ٩ سنوات) يحمل أخته الصغيرة بين ذراعَيه. لم أرَ الشخص الذي كانا يتوجّهان إليه في صراخهما. هل كان يُخفي نفسَهُ؟ نحن يمكننا أن نبكي. ولكنّ رجال غزّة اليوم عيناهم ليست لذرف المياه، بل للانشغال في الغضب الذي لا يرى ...
إقرأ المزيدمعلّمو الإجرام
كلّما مضى يوم على العدوان على غزّة، تزيدك إسرائيل قناعةً أنّك متخلّف عن فداحة إجرامها. مشاهد الإجرام المدوّي فيها تفضح النائمين في العالم على وسادة أنّ المعتدين يدافعون عن أنفسهم! من يردّ الحياة إلى غزّة؟ مَن يردّ السلام، والحبّ، والدفء، والاطمئنان، وليالي السمر، وأشجار الزيتون والليمون، والسعتر، ومراكب الصيّادين…؟ مَن يجفّف دموع الأطفال، ويزيل الغضب ...
إقرأ المزيدحبّ وفيّ
عندي صديقةٌ أخبارُها أخبار. لا تحبّ لبنان. لا، بل تقول إنّها لا تحبّ لبنان. قبل أيّام، اضطرّت إلى أن تسافر إلى الخارج نحو أسبوع. قالت لي في ليلة سفرها: "في أوانٍ لا أحد يمكنه أن يعرف مصير البلد فيه، أموتُ خجلاً من سفري". بعض الذين دفعهم "لبنان" إلى أن يتعاطوا حياتهم فيه اضطرارًا يمكن أن ...
إقرأ المزيدتوبة موافقة
لا عبارة أدهى من "حلّ الدولتَين" التي اقترحها مجلس الأمن للصراع العربيّ الإسرائيليّ بعد حرب ١٩٦٧. إسرائيل ليست دولة، بل تجمّعٌ قام على الاغتصاب والقتل. اغتصبت أرضًا ليست لها، ومنذ أن استوطنتها، تتوسّع على جثث أهلها. الحلّ ليس في الاعتراف بها، بل في أن تزيل ذاتها. من أجل خلاص الناس، أهلها، يجب أن يتوب أهلُها ...
إقرأ المزيدالصهيونيّة المسيحيّة
قبل أيّام، قمتُ إلى مكتبتي. كنتُ أريد كتابًا تبقيني قراءته في غزّة! بحثتُ أوّلاً عن كتاب "القدس" للمطران جورج خضر الذي وضع مقدّمته الشاعر محمود درويش. لم أجده. بحثتُ عن كتاب آخر، عن "النبوءة والسياسة" لـ"غريس هالسل". أيضًا، لم أجده. الكتب، في منزلي، تمشي من مكان إلى آخر، من دون علمي أحيانًا، وأحيانًا تخرج منه ...
إقرأ المزيدمهمّة كاملة
طفلة، تغازل العشر سنوات، رماها العدوان على غزّة في أن تستقرّ أربع ساعات تحت الأنقاض. ما اسمها؟ لا أعرف. لكنّي أعرفها. رأيتُها. سمعتُها، وصدّقتُها. هي أَخبرت، عندما أُخرجت من تحت الأنقاض، أنّها شاهدت ملاكًا من نور كان معها. الذي نعرفه أنّ الملائكة موجودون في السماء، و"هم أرواح خادمة مرسلة للخدمة" (عبرانيّين ١: ١٤). تعرفون الخدمة ...
إقرأ المزيدشجرة الزيتون
لا يفهم معنى "الجَدّة"، التي وصف محمود درويش بها شجرة الزيتون، سوى الذي تسكن الأرض في روايات أجداده. تحكي أشجار الزيتون قصصًا قديمةً عن "أهلي" الذين كانوا هنا، الذين زرعوها، وأخذوا قوتًا من ثمارها وما تحمله من معانٍ تفتح الإنسانيّة على فضائل باقية. أشجار الزيتون "تدرّب الجنود على نزع البنادق، وتمرّنهم على الحنين والتواضع…"، قال ...
إقرأ المزيدقصّة الجريمة!
تبحث إسرائيل، في عدوانها على غزّة، عن نصر لها. هل نحن أمام معركة طويلة؟ يمكن أن تكون طويلةً وعريضة! لا أتكلّم على انطلاق الحرب الدائرة اليوم. لا أحد في الكون يحتاج إلى تخصّص في تاريخ بلادنا، ليعرف أنّ الصراع مع إسرائيل لم تفتحه "حماس" بما فعلته في ٧ تشرين الأوّل. إسرائيل بلد حرب. حروبها لا ...
إقرأ المزيد