تابعتُ، بافتتان، المقابلة التي أجراها الإعلاميّ المتفوِّق ريكاردو كرم مع معالي د. كرم كرم. فكّرتُ في أن أرسل إلى ابني، في الخارج، رابطًا يدلّه على مشاهدتها. ولكنّي تراجعت. قلتُ لن يفيد الذين جرحهم لبنان (في انفجار ٤ آب وغيره) أن يسمعوا، من فمٍ مسؤول، أخبار الفساد والفاسدين، لا سيّما منهم الذين يتاجرون بحياة الناس من ...

هل تقول لنا حكومة لبنان الجديدة إنّ زمان دموعكم قد انتهى؟ المنتظَر أن نبكي من الفرح. هل ما زال في لبنان مَن يقدر على أن يدفعنا إلى الفرح؟ لا أملي على أحد شيئًا. العناوين، التي يُنتظَر العمل عليها من أجل لبنان في الداخل وعلاقاته في الخارج، يردّدها القاصي والداني. لا أترك نفسي من دون كلمة. ...

من المستحيل على أيِّ بلدٍ كان، إن سقط عن طموحات الدم الذي سُفك من أجله، أن يقوم من جديد، من دون أن يتجدّد كلّه من فوق إلى تحت. ليس من سبيل آخر إلى إصلاح الأوطان.

قبل أيّام، صار لي أن أعرف أنّ ألكسندر ابن صديقيَّ جمانة وعماد ذهب يتابع دراسته الجامعيّة في البلد البعيد والبارد. هذا قرار أصرّ عليه في أيّام الحرب. هذا الإصرار قابله أبوه بإصرار آخر: أن يكون ابنه معهم في البيت، في عيدَي الميلاد والفصح، وفي الصيف...

تعالوا خذوا من عندنا إنجاز الفرح! كنتُ أمس أمشي في شوارع منطقتنا من بيت إلى بيت. هذا أمر العيد أن يحمل الكهنة إلى المؤمنين ما يذكّرهم بأنّ بيوتهم معابد. الذين زرتُهم كانوا كلّهم مشغولين بالحدث، حدثِ انتخاب رئيس جمهوريّة للبنان جديد. كانوا كلّهم، من دون استثناء، مسمّرين أمام شاشات صغيرة يتابعون مجريات اجتماع مجلس النوّاب...

ما زالت دولة الحقد تشترط، وتتعسّف، وتُمارس إجرامها عينه، أي تخرق اتّفاق وقف إطلاق النار الذي قبلته. قبل أيّام، وضعَتْ خارطةً لقرًى في الجنوب تمنع أهلَها من العودة إليها. المضحك أنّ هذا المنع أطلقته في صيغة رجاء. ما معنى أن ترجو أن يبقى الناس خارج أرضهم؟ هذا ليس نوعًا وقحًا من أنواع التهديد فقط، بل ...

صباح يوم أمس، زرتُ الأب غريغوريوس سلّوم في غرفته في مستشفى القدّيس جاورجيوس، في بيروت. كنتُ قد كتبتُ لكم، في الأوّل من تشرين الأوّل، عن تعرّضه لإصابة حرجة من القصف المعادي الذي ضرب "قريته الجنوبيّة" التي قال الأديب سلام الراسي عنها إنّها "أجمل قرى لبنان الجنوبيّ". هذه زيارتي الثانية له بعد عودتي من السَفَر. في ...

استوقفتني دعوة الأستاذ نبيه برّي اللبنانيّين، أترابه وأترابنا، الذين هجّرهم الحقد، إلى أن يعودوا إلى أرضهم…، "فمجدها بعودتكم إليها، حتّى لو كانت الإقامة فوق ركام المنازل". أترك الأدب العالي في الدعوة، وأثبت في قصدها. لم يقل الأستاذ برّي: مجدكم بعودتكم (لو قالها، لما نقصت بلاغة القصد)، بل مجدها، أي مجد الأرض. جعل للأرض رغبةً كبيرةً ...

رمت عليّ سلامًا ردّني إلى زمان فتوّتي. ذكّرتني بأمّهات أصدقائي في ذلك الحيّ الذي ترعرعتُ فيه، بلهجتها أوّلاً، ثمّ بما يبدو من وجهها وبهذا الغطاء على الرأس الذي كانت أمّي أيضًا لا تخرج من بيتنا من دونه. كنتُ واقفًا على الطريق بجانب أحد أصدقائي في حيّنا اليوم. مرّت من قربنا، ونادتني باللقب الذي تعطيني إيّاه ...