غزّة باتت دار الدمار. معظمها صارت أطلالاً. الناس، أهلها الذين عاشوا فيها أبًا عن جدّ، شرّدهم الحقد المفترس، أمام مرأى العالم كلّه، كما لو أنّهم مجرمون! لا حزن أعظم من حزن غزّة، اليوم. بحور تتدفّق من العينَين، "بكاء وعويل". لا أقتني حبري من متاجر اليأس. أثق بالله وبقدرته العجيبة. لا يستأذن الله قبل أن يتدخّل لإتمام قصده. لا تعيقه طريق. لا تمنعه خطايا. لا يثنيه إجرام. فعلت إسرائيل ما تتقنه. هذا اختصاصها. ولكنّ المدى، الذي تطلب محوه من هذا الوجود، جعلته، من دون تكليف، مكانًا ملائمًا لميلاد الكلمة. باتت غزّة بمعظمها مغارة! لا مكان في الأرض، يولد يسوع فيه اليوم، أوفق من قطاع غزّة. ها يوم الربّ قريب! اكتملت علامات مجيئه. "سخط وشدّة. خراب ودمار. ظلام وقتام. سحاب وضباب". المغارة استعدّت. غزّة كلّها استعدّت. غدًا يشرق لها يوم جديد!
جميع الحقوق محفوظة، 2023