رأتني من بعيد (لا علاقة له بالأمكنة حصرًا!). وصلتْ إليَّ منها كلماتٌ تشبه لون وجهها الذي امتقع. قالت: "الله ينجّينا في هذا الصباح".كنت أهمّ بدخول أحد المستشفيات في جبل لبنان. لي صديق مريض استدعاني إلى أن أصلّي له. كان الصباح قد غدا. لمّا بتُّ قربها (مكانيًّا!)، سلّمت عليها بإحناء رأسي أوّلاً. ثمّ أعلنت سلامي عاليًا، وأردفت: "جُعل الكهنة، ليخدموا فرح الناس في كلّ حين"! لم تترك لونها، بل كرّرت بتعجّبٍ أصفر (مريض): "كاهنٌ في الصباح!". ذكّرتها بأنّنا قد: "غدونا ظهرًا". أنهى وجهُها وقوعَهُ من الخوف. ثمّ تبع وجهَها وجهٌ آخر! أمّا صديقي، فارتفع وجهه أكثر، وجهه ووجوه مَن كانوا معه في غرفته. ثمّة وجوه "صفراء" تمشي. وثمّة وجوه أخرى، تستلقي على أسرّة صحيحة، تُفرحنا في غير حال.
هل أتبرّم؟ أفضل أن أجيب: بل أتأسّف، بل أنتظر أعجوبةً تنهي كلّ تخلّف في الأرض!