الناس في لبنان صاروا كلّهم علماء اقتصاد! هو الضيق العظيم الذي يكتفي أولو الأمر بتوصيفه! صار لبنان كلّه في الفقر تقريبًا واحدًا. انظر إلينا، إلى أشيائنا، من ثياب وأثاث وأغراض شخصيّة… كلّ ما نستعمله بات يلمع في عينَينا كما لو أنّه جديد! نقتصد في كلّ شيء. إن انوجد الدواء، نقتصد في أخذ الدواء. أخذُ الدواء يوميًّا بطر! إن انوجد الطعام، نقتصد. اختلفت صلاتنا قبل الطعام وبعده. صار شكرنا حارًّا. نستعمل كلّ شيء بانتباه عظيم: الماء، الكهرباء والغاز... الفواتير موجعة. سقطت الأفكار السامّة. فكرة استعمال السيّارة في المشاوير، مثلاً... سقطت الأفكار الطموحة. فكرة استضافة أحد على العشاء. فكرة شراء كتاب جديد... هذا نحن عمومًا. الأمور الكبرى تركناها للذين استأمنّاهم على استمرار ضيقنا!
اللبنانيّ المقتصد
الأب إيليّا متري السّاعة التّاسعة الكنيسة خاطرة يوميّة على طريق السّلام فايسبوك لبنان