أعرفه مُذ كنّا شبابًا. كان، كلّما رآني من بعيد، يهرول نحوي كطفل. دعاه هذا البلد المفسد إلى وظيفة عامّة. ماذا يحدث للإنسان عندما "يترقّى في الدنيا"؟ في يوم، احتاج أحد أصدقائي إلى خدمة. سمّاه لي. قال لي حرفيًّا: "(…) هو يقدر على مساعدتي". اتّصلتُ به مرّةً ومرَّتَين وثلاثًا. كانت مساعِدته، في كلّ مرّة، تقدّم عذرًا عنه. "إنّه في اجتماع. عندما ينتهي، أقول له إنّك اتّصلت". "إنّه في الخارج. عندما يعود، أقول له…". انتظرتُهُ أسبوعًا. لم ينفعني انتظاري. لكنّ الله نفع صديقي. المشكلة، التي احتاج إلى مساعَدة على حلّها، انحلّت من ذاتها! لم أندم على أنّني طلبتُ مساعَدةً من شخص اعتقدتُ أنّي أعرفه. أيّ إهمال نتلقّاه يربّينا! ولكن، مَن يذكّرنا جميعًا أنّ لكلّ مجد في الأرض نهاية؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023