الإنسان ابن. هذا هو جوهريًّا قبل أيّ شيء وآخر كلّ شيء. ما أقوله صريح. لا يأتي الإنسان من نفسه، بل يجيء من أحد، من أبوَين أوّلاً، ثمّ يجيء من الله في المعموديّة. الخاصّ في هذه الولادة الأخيرة أو الجديدة، أنّها تعطينا أن نكتسب ارتباطًا بالله أبديًّا. لا أتكلّم على ارتباط لا دور للإنسان فيه، بل على النعمة التي يعيها بعضٌ ويهملها آخرون. لا حياة بشريّة من دون جروح. الارتباط جهاد. سرّ هذا الجهاد أن نحفظ هذه النعمة، نعمة البنوّة إلى اليوم الذي نقف فيه عراةً أمام الله. هذا آخر شيء. هل سيرانا الله أنّنا عشنا أبناء له؟ لا أصعب من أن يرى الأب أنّ ابنًا له لم يكن فعلاً ابنه! لكن، هل يمكنكم أن تتصوّروا فرح الله بمَن يراهم صورةً لابنه؟ يا ربّ، أعطنا أن نفرح!
جميع الحقوق محفوظة، 2023