ليس مستغربًا أن تُسرَق بيوتُ المهجَّرين في المدينة أو الجبل. في الحرب اللبنانيّة، كان هذا أمرًا مألوفًا اختبرناه في بيتنا. وُلدتُ في مزرعة بيروت. ولكنّني ترعرعتُ في حيّ آخر في العاصمة انتسب إليه شاعرٌ "قَسَم فؤاده بين بؤس وهوًى". في مطلع الحرب، اضطررنا إلى أن نترك بيتنا. أمّي رفضت أن تترك معنا. قالت: "سيسرقوننا". كلَّفَتْنا هذه الكلمةُ غاليًا. خُطفت أمّي مدّة خمسة عشر يومًا، ثمّ جُعل بيتنا ممرًّا للمقاتلين، وسُرق! منذ أيّام، لفتني أنّ سيّدةً برّرت للسارقين سرقة بيتها في بيروت بقولها إنّهم: "أناس مساكين أرهقهم فقرهم". اليوم، بيروت فيها سرّاق. ولكنّ أهلَها باقون كبارًا في الحبّ والرحمة!
سرقات في بيروت
الأب إيليّا متري السّاعة التّاسعة الكنيسة خاطرة يوميّة على طريق السّلام فايسبوك لبنان