أعبر من أمام بيتها، في كلّ يوم، في الساعة عينها. أراها، في معظم الأحيان، على شرفة منزلها تنحني على كتابها المقدّس تقرأ فيه. عرفتُ الكتاب من بعضِ قبلاتٍ قبضتُ عليها تطبعها عليه. مشهد القراءة جميل، أيًّا كان جنس الفاعل أو عمره أو كتابه، فكيف إن كانت امرأةً تغازل الثمانين تقرأ "الكلمة"؟ لا تكتفي المرأة بالقراءة. رأيتُها أيضًا، مرّاتٍ عدّة، تمسك قلمًا بيدها، تقرأ، وتكتب. هل ما تكتبه هو لنفسها أو لخدمة الكلمة؟ المخلصون للكلمة عمرَهم ربيعُ العالم! كنت، قبل أن أفضح سرّها، أرمي عليها سلامًا من دون سابق معرفة. ولكنّي، مذ اكتشفتُ ما تفعله، صرتُ أعبر من أمامها بصمتٍ تثمينًا للخلوة وللمشهد الذي ينشّط فيك أنّ الله هو إله الأمينين. بارك الله في محبّي الكلمة.
جميع الحقوق محفوظة، 2023