كنتُ أمشي ساعةً في اليوم. المسافة، التي أقطعها، هي قدرتي. مع تعاظم انتشار الوباء، عادت الساعة، للمسافة عينها، لا تكفيني. الطرقات، في هذه الأيّام، صارت مدى تواصلنا. صرنا، بدلاً من أن نزور بعضُنا بعضًا في بيوتنا، نخطف من أصدقائنا العابرين على الطريق "زيارة"، أو ننادي القابعين منهم في بيوتهم، من المرض أو حجْرًا، من سمّاعة مثبتة على مداخل الأبنية (interphone)، أو نسأل هذا أو ذاك إطلالةً من شُرفة. لا أكتب لكم عن مصيرٍ أظنُّهُ سيبقى طويلاً. أكتب، لنتّعظ. نحن أناسٌ خُلقنا، لنلتقي. نحن ذوو وجوه، لتُعطى. سيُحاصَر المرض، بإذن الله، قريبًا. سنقوى عليه. سنعود إلى حياتنا الطبيعيّة. هذا درسنا في "المرض" أن نحفظ كلّنا أنّ الحياة هي أن نلتقي.
جميع الحقوق محفوظة، 2023