3يونيو

ناقوس الدعوة

تركها أولادها الشباب، وخرجوا جميعًا عن طاعتها، وذهبوا إلى مبتدعين أوهموهم بصدق انحرافاتهم. ولازمتها ابنة وحيدة، لم تقدر شرور الانحراف على سبيها.

       ثمّ افتقد الله قريتها بكاهن كان نارًا على نار. فاعتنى بأن ينقل الفهم، الذي سكن قلبه، إلى الجائعين إلى خبز المعرفة.

       كان الكاهن يعنيه، أوّلاً، أن يحصّن المخلصين بكلمة الله "القادرة على أن تجعلهم حكماء فيبلغوا الخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع" (2تيموثاوس 3: 15)، "وتجعل لهم الميراث مع جميع القدّيسين" (أعمال 20: 32). وكان رجاؤه أن يساهم هؤلاء في ردّ جميع الذين ضلّوا، لو أمكن، إلى رشدهم، ويصالحوا الكنيسة أمّهم.

       ما فعله كان بسيطًا. كان يزور المؤمنين في بيوتهم، في كلّ ليلة، ويجمعهم حول كلمة الله. وكان هو يفسّرها، بإتقان، بما يوافق تعليم كنيسته القويم. وانتشرت السهرات، واشتهرت.

       كانت الأمّ المتروكة خير معين له. وجعلت نفسها ناقوس الدعوة. كانت تترك بيتها، وتقصد بيوت الرعيّة قبل كلّ اجتماع، وتطرق الأبواب تدعو المؤمنين، وتذكّرهم بمكان كلّ لقاء وموعده.

       ثمّ مرضت كثيرًا، ولازمت فراشها، وأيقنت أنّ مرضها للموت.

       خافت من أن يقرّر أولادها، بعد موتها، أن يدفنوها على طريقة المبتدعين. فخطّت رسالة إلى الكاهن تطلب منه فيها أن يهتمّ بدفنها حسب صلوات كنيستها المقدّسة. وبعد وضعها الرسالة، بأيّام معدودة، رقدت بسلام.

       لم يشارك أولادها الشباب في صلاة جنازتها. ولكنّ الله جعل لها أولادًا كثيرين حملوها على أكفّهم إلى الكنيسة التي ساهمت في تحرير كثير من أبنائها من شرّ الانحراف ولوثة الضياع.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content