تودِّع كنيسة روما غدًا، في صلاة أخيرة، قداسة البابا بنديكتوس الـ١٦ بعد أن قضى عمرًا طويلاً يعطي الله ما أعطاه في قلبه وعقله. إن كان من الممكن أن يُقال في هذا الأسقف الكبير بضع كلمات، لا أرى أوفق من أنّه كان، في مواقفه اللاهوتيّة، يعرف متى يكون دقيقًا كاثوليكيًّا ومتى يجترئ. هل أقول إنّ تنحّيه ...
إقرأ المزيدشارك
وجوه غابت
د. إيلي عرموني
لمّا علمتُ أنّ د. إيلي عرموني قد هيّأ انطلاقه إلى الله، انكسر شيء فيَّ. الناس، في المسيح، جسد واحد. هذا أحبّ أن أفسّره بقولي أيضًا إنّني، في رحيله، خسرتُ سندًا كبيرًا. أذكره يوم مرضت زوجتي في العام ٢٠٠٨. كان واحدًا من قلّةٍ قالوا لي إنّها ستنجو. كان حضوره في حياتي بركة، انتفاضةً دائمةً على كلّ ...
إقرأ المزيدالأخ سمعان سعد
ذهب الأستاذ سمعان سعد إلى مملكة الكمال. ذهب الأخ، الابن، ابن الكنيسة، أمّه وأمّنا، الذي كان لا يقدر على أن ينظر إلى ما فيها من كلام وأفعال بعين حائدة. ذهب الأخ الجميل، الصلب، الذي كان يطلب النهضة أن تسود الكنيسة، الكنيسة كلّها. توافقه. تعارضه. ولكنّك لا تقدر إلاّ على أن ترفع له القبّعة على غيرته. ...
إقرأ المزيدلولو صيبعة
ذهبت لولو في الفجر إلى الله. عندما تعارفنا قبل نحو خمس وثلاثين سنة، بدت بسرعة أنّها شخص مسؤول. كانت الأمانة العامّة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة قد اختارتها واحدةً من محرّري مجلّة النور. جاءت إلى اجتماعنا الأوّل تتأبّط دفترًا وأوراقًا استعدادًا لأمر كانت الوحيدة بيننا تحمل عنه اختصاصًا جامعيًّا. وزّعنا المهامّ علينا جميعًا. وقع عليها إعداد ...
إقرأ المزيدالخوري عيد حبيب
تركنا الخوري عيد حبيب. كنتُ قد علمتُ، يوم الأحد، أنّه قام من وعكة. اتّصلتُ به من هنا، من هذا البلد البعيد. أتاني جوابًا أنّه دخل يصلّي. هل خطفه عيدٌ حبيبٌ كان يطلبه في مخدعه؟ قلتُ، مرارًا، إنّ الناس لا تُختصَر. لا أختصر الخوري عيدًا إن قلتُ عنه إنّه شيئان، إنّه عيد وحبيب. كلّ شيء، يعمله ...
إقرأ المزيدمشهد: استقالة كوستي بندلي
هذا عنوان مقال وضعه رينيه أنطون عن استقالة كوستي بندلي من مجلس فرعه في الميناء في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في سبعينات القرن الفائت، وحصرِهِ ذاتَهُ في عمل الإرشاد والتوجيه (أنظر صفحته: خطوطٌ ووجوه). الهدف من المقال واضح: أن يعلن أنطون، بعد نحو نصف قرن، تراجعَهُ عن لوم الأخ كوستي على استقالته. لم تكن الحركة شأني ...
إقرأ المزيدالأب أنطوان ملكي
عزّ عليَّ كثيرًا رقاد الأب أنطوان ملكي كاهن رعيّة عفصديق في أبرشيّة طرابلس والكورة. تركَنا هكذا فجأةً من دون إذن أو كلمة وداع. الموت غدّار في غير حال، لا يخلّف سوى انفصالات وخسائر. أجل، لم يكن ذهاب الأب أنطوان عنّا خسارةً فقط لبيته وكنيسته ومَن جمعتهم معه صلة قربى أو ودّ…، بل أيضًا لكلّ مَن ...
إقرأ المزيدالأب جورج مسّوح
الأب جورج، الذي تركنا قبل ستّ سنوات، عاش حياته رجلاً يعرف ما يختاره وما يأباه. لن أعدّد لكم اليوم كلّ ما عُرف من اختياراته. سأكتفي باختيارَين، أنطاكية أرضًا لخدمته الكهنوتيّة، وحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. الذين عرفوا الأب جورج عن قرب لا يفوتهم أنّ شخصيّته المواهبيّة ومؤهّلاته العلميّة… كانتا جواز سفر إلى أيّ مكان يريد. أنطاكية، هذه ...
إقرأ المزيدإبراهيم بربور
رأيتُهُ في قاعة "كنيسة الينبوع" في أواسط ثمانينات القرن الفائت، ينتظر مع بعض شباب قرّروا أن يقبلوا مواعيد الكلمة التي تطلب دائمًا أن تنهضنا إلى الفهم وخدمة المحبّة. كان الأكبر سنًّا من المنتظرين جميعًا والأكثر خبرةً في شؤون كنيسة كان تكليفه أن يخدم هيكلها الذي كان له سماءً على الأرض. أذكر انحناءته في الصلاةِ وعملِ ...
إقرأ المزيدجورج مسّوح
قليلون هم الأشخاص الذين، بعد رحيلهم، يكون ذكرُهم أقوى من أن يُنسى. الأب جورج مسّوح هو واحد منهم. هل هي الفرادة أو الارتباط؟ كان أبونا جورج يعي وعيًا كاملاً أنّنا "جسد المسيح، وأعضاؤه أفرادًا"! لم تكن الكنيسة عنده مكانًا يتناسخ الناس فيه، بل جماعة تُربِّي على الفرادة في الارتباط. كان يقول إنّ "الذين يربّون الآخرين ...
إقرأ المزيد