قعدتُ إلى شاشتي أتابع أخبار غزّة. كان طلبي واحدًا: أن أرى ماذا يلعب أطفالها اليوم. لم أترك الذين قضوا تحت أنياب الوحش أو حملوا أثقالهم إلى البعيد. هؤلاء قائمون في قلبي دائمًا. تابعتُ أخبارًا عن الألعاب التي تساعد الطفل على أن يكون ذا بأس وكرامة. كتبتُ لكم قبلاً عن فتيات صغيرات من غزّة يلعبن لعبة ...

تشدّنا أخبار غزّة اليوم، أخبار صغارها وكبارها، أحرارها ومعتقليها... نعطي عينَينا لأحزانها ولغضباتها ولبقايا الفرح فيها، ونتطلّع معها إلى أيام نصرها. أمس، وصل إليَّ خبر يرويه مسؤول في منظّمة حقوق الإنسان. لم أتردّد في نقل الخبر. هذا تشريف لي أن أشارك في فضح الوحوش. خذوا الخبر. قال الراوي المسؤول إنّ "الحركة العالميّة للدفاع عن الأطفال"، ...

أودّ اليوم أن ألوم جيلي عمّا فعلناه ببعض شبابنا بزرعنا فيهم خطايا الحرب التي سُمّيت خطأً "حرب السنتَين"! عندما ألتقي بشابّ يتبنّى بغض كبار شاركوا في الحرب، أخجل من كلّ شيء. لا جنون أعظم من أن تورِّث ولدًا يخصّك ما تعرف أنّه كان عليك أن تتوب عنه. أكتب بحزن. أمس، التقيتُ بشابٍّ من عمر ابني ...

لا تقبل أن تقعد إلى هامش الحياة، أن تعتلي الحياد، الذي يتنافسُ عليه الموتى، عرشًا لك! الأحياء فعلاً هم المعنيّون بأن تكون هذه الحياة الدنيا أكثر وعيًا وحبًّا وسلامًا!

قبل أيّام، هدّد نتنياهو بأن يقضي على لبنان. هل بدأت إسرائيل تنفّذ ما يسمّى "خارطة الشرق الأوسط الجديد"؟ هناك سؤال أَوْلى. بلدٌ قام اغتصابًا بدعم عالميّ، هل يتابع حروبه وحده؟ قبل أيّام أيضًا، قال رئيس فرنسا: "حقّ إسرائيل أن تدافع عن نفسها". ولكن، "إن أرادت تدمير غزّة كلّيًّا، فقد يستغرق الأمر عشر سنين". هذا موقف ...

عندما يُقال "كيان" عن وطن، يكون المقصود أرضًا لها حدود معلومة ومقوّمات سياسيّة واقتصاديّة وغيرها… ولكنّ العبارة المعنونة هنا، التي نصف بها إسرائيل، لا تعترف بأنّ المدى الذي تأهله هو كيان، بل تحكي قصّة قرار الحقد الذي أخذه الصهاينة في مؤتمر العام ١٨٩٧، بدعمٍ من قوى العالم، أن يكون لهم أرض قربنا. للأرض أهلها وحدودها ...

الصهيونيّة المسيحيّة، على تفرّعاتها وتناقضاتها، تجتمع على ثلاثة: قراءة الكتب المقدّسة قراءةً حرفيّة، التعليم عن الآخرة في المستقبل، وعودة اليهود إلى "أرضهم". للأفكار نبعُها. هذا جعل منظّريها يميّزون بين ما يشير في الكتب إلى إسرائيل وما إلى الكنيسة. أهملوا الحقيقة. رأوا مثلاً أنّ اليهود ما زالوا "الشعب المختار" الذي تنطبق عليه، بل على "دولة إسرائيل"، ...

لا تجد كلامًا على الكنيسة أسوأ من كلام المسيحيّين المتصهينين. بعض الناس عميان، بلا مخّ، أبواق للتشويه. المؤسف الأعلى أنّهم، لينشروا مشوّهاتهم، يتّكلون على أناسٍ يتبعونهم من دون فحص. هل من مسيحيّ، يعرف شيئًا من الحقّ، يقول إنّ "مكانة إسرائيل أعلى من الكنيسة"؟ أو: "دور إسرائيل ينسخ دور الكنيسة"؟ أو: "الغاية الأولى للكنيسة أن تبارك ...

تعرّفتُ إلى الكاتبة اليهوديّة ديبورا فيلدمان، عَرَضًا، على صفحات منشورة. أحببتُ أن أعرفها أكثر. هناك إثارة في الذين يهربون من تحجّر "الانغلاق" وعماه عن الخير العامّ. باختصار، ديبورا كاتبة ثائرة على كلّ ما يجعل المرأة تابعةً أو متخلِّفةً أو مكفّنةً في حياتها! بحثتُ عن كُتبها. وجدتُ أنّ شبكة نتفليكس عرضت مسلسلاً مستوحى من روايتها "غير ...

المكان، الذي أقف فيه في خدمة كنيستنا، لم يشغله قبلي سوى كهنة هجّرتهم إسرائيل من بلدهم، في العام ١٩٤٨، بعد "النكبة". بكلام أكثر تدقيقًا، الكنيسة التي دخلتُها خادمًا كان العمل فيها يقوم على كهنة من هناك وعلمانيّين بعضُهم من بلدنا وبعضهم من هناك أيضًا، ممّن أُخرجوا قسرًا من أرضهم، ووجدوا، في هذه الأرض، موئلاً لهم. ...