لم يكن في بيتنا مَن يغلق وجهه. كان أبي وأمّي يعتقدان، فطريًّا، أنّ الفرح هو ثمر الروح القدس (غلاطية ٥: ٢٢) الذي وهبنا الله إيّاه (١تسالونيكي ٤: ٨). بلى، كانا، مثل الناس جميعًا، يحزنان ويكتئبان. ولكنّهما، لم يسمحا لمشاعر الحزن، التي تثيرها مصاعب الحياة، أن تُكَوِّن لهما وجهَيهما. إن سألتني اليوم، أُجيبك أنّ أبي وأمّي ...

قرأتُ من إرث الكنيسة صفحاتٍ لا تُثمَّن. إن سألتني، لم أجد صفحةً أثمن من التي تطلب أن نرى الله في الناس. الإنسان مسكن الله. الله أوجدَنا من العدم أناسًا فريدين في تنوّعهم وفي تكاملهم. هذا جعلني أستصعب أن أفهمَ المشاعر البغيضة التي تأبى أن تعترف بخير الآخرين. هناك عدمٌ يصرّ على أن يبقى عدمًا! إن ...

يزورني شابّ بانتظام منذ مدّة. قبل أيّام، زارني يحمل سؤالاً. قال: "لِمَ يكسرُ اللهُ الذي يؤمن به؟". كان يقصد نفسه. هذه ليست المرّة الأولى التي يدلّ فيها على أنّه يؤمن. لم أكسرْهُ بِشَكِّي في إيمانه، مرّةً. كلٌّ منّا يحتاج، دائمًا، إلى أن يشعر بأنّه مقبول. أمس، كلّمتُهُ كصديق. قلتُ له: "هل أخبرتُكَ كيف أعرف أنّ ...

هناك أناس، إن سألت أيًّا منهم: "من أيِّ كنيسةٍ أنت؟"، يُجيبك: "أنا مسيحيّ". من بعد إذنكم، هذا، في أيِّ سياقٍ آخر، جواب صحيح. ولكنّه، في هذا السياق، يوحي أنّنا، أفرادًا، منفتحون أكثر من كنائسنا! وهذا غير صحيح.

الحياة الكنسيّة كلُّها رؤًى. لنرتقي فيها، هذا يعوزه عطاء من فوق. هذه الطلبة: "أرنا ظهورك الإلهيّ"، التي ننشدها في سهرانة عيد الميلاد، تكشف مصدر العطايا (من فوق). الله يظهر، إن تكرَّمَ هو بذلك. العالمون لا يعوزهم مَن يخبرهم أنّ هذه الطلبة إطلالة من عيد الميلاد على عيد الظهور. عيدٌ ينادي عيدًا! الله، في العيدَين، يظهر. ...

كلّنا نرى أشخاصًا من مذاهب وأديان متنوّعة ينظّمون صلواتٍ معًا لأهداف يحدّدونها (للسلام، للوحدة...). أحبّ أن نتكلّم على المشاهد التي تضجّ بالخير والثقة بالله. هذا مشهد رائع فعلاً. ولكنّ روعته لا تكتمل إلاّ إذا اعتبرناه يخصّنا أيضًا، يخصّنا دائمًا. المؤمنون الحقيقيّون هم الذين ينقلون إلى يومهم أن يصلّوا إلى الله من أجل هذا العالم وقضاياه ...

أعلى ما يسحرني، في برنامج the voice kids، تشجيع المدرِّبين الكبار للمتنافسين الصغار، لا سيّما منهم الذين لم يفلحوا في "مرحلة الصوت وبسّ". الذين تابعوا حلقةً من البرنامج لا بدّ من أنّهم لاحظوا الاحتفالات المشدِّدة بالذين لم يتجاوزوا "المرحلة". يصرّ المدرِّبون، بما يقولونه أو يفعلونه، على أن يخرج الأطفال (الذين فشلوا) كما لو أنّهم حقَّقوا ...

أمس، وضعوا بين يديَّ بعضَ "رسائل" قيل إنّ العذراء ألقتها على (...). قصدتُ أن أتصفّحها بانتباه. كلّها تشجيع على الصلاة جماعيّةً وفرديّة، وعلى قراءة الكلمة، والصوم، والاعتراف أمام الكهنة... الكلام مألوف. لم يشغلني أن أقرأ شيئًا جديدًا. نحن، في المسيحيّة، مألوفنا جديد. الذي شغلني شيء آخر. سألتُهم: "إن قال إنسان يحيا بيننا هذه الكلمات عينها، ...

كلّ انتفاخ جنون. قال يسوع: "تعلّموا منّي، إنّي وديع ومتواضع القلب" (متّى ١١: ٢٧). هذا عِلْمُ الكلمة. ما من شأن لنا، أفرادًا وجماعات، أعظم من أن نُظهر هذا العِلْم، أي من أن نهرب من كلّ ارتفاع عن التراب. العالم ليس مكانًا لانتفاخاتنا، بل للحياةِ مع الله ولخدمةِ مجده. إن أردتم كلمة حقّ، لا أحد يمكنه ...

كلّ حرب كرهة. ولكنّ أكرهها التي تستغلّ اسمَ الله! هذا جنون أذكره عبورًا. أمّا الذي يهمّني الآن، فالذين يُصرِّون على أن يُسكنوا أخبارَ هذا الجنون في عينَينا! أي يهمّني الذين ينشرون، هنا وهناك (على الفايسبوك، مثلاً)، أخبارًا تشجّع على كره الآخر المختلف! يا لقدرتهم على استقاءِ الكرهِ ونشرِهِ! هل يوهمون أنفسَهم بأنّهم يدافعون عن الحقّ؟ ...