لا أعتقد أنّ هناك كاهنًا في زماننا يذكره الناس، في اشتداد الأزمات، مثل الأب جورج مسّوح. تركنا جورج بعد أن ترك في كثير من معارفه أنّه أخذ معه المجلد الذي كان يوبّخ فيه باعةَ الحمامِ والصيارفةَ في الهيكل ومراكز القوى في العالم. لا أنتقده. لا ألومه. أغبّط حكمته. كان يعرف أنّ الناس يرغبون بمعظمهم في ...
إقرأ المزيدمنمنمات اللحظة المؤبّدة
كتب الأب جورج مسّوح "كن عابراً"، يقول مسيح إنجيل توما المنحول. الأب إيليّا متري، في منمنماته اليوميّة، هو عابر سبيل يلملم الحروف المرميّة، هنا وثمّة، وغير المرئية لسواه، ليسكبها في كلمات ناطقة بالعِبر والمعاني. هو عابر سبيل يلملم الألوان المشتَّتة غير المتناسقة ليرسم بها لوحات تحاكي حياتنا اليومية، وتدعونا إلى التقاط الحسن في ما تراه ...
إقرأ المزيدجورج مسّوح
قليلون هم الأشخاص الذين، بعد رحيلهم، يكون ذكرُهم أقوى من أن يُنسى. الأب جورج مسّوح هو واحد منهم. هل هي الفرادة أو الارتباط؟ كان أبونا جورج يعي وعيًا كاملاً أنّنا "جسد المسيح، وأعضاؤه أفرادًا"! لم تكن الكنيسة عنده مكانًا يتناسخ الناس فيه، بل جماعة تُربِّي على الفرادة في الارتباط. كان يقول إنّ "الذين يربّون الآخرين ...
إقرأ المزيدنصيحة سلاميّة
كان الأب جورج مسّوح يأبى عليَّ أن أدخل في جدال إلكترونيّ مع أيٍّ كان. بعد أن ثبتت إطلالتي على هذه الصفحة، قال لي مرّةً في بيته أمام بعض إخوة: "هذا مدًى مفتوح على العالم. لا تُتعب قلبك في مجادلة أحد. نصيحتي: الذي تراه يجادل حبًّا بالجدال، اصرفه عنك". أعرف أنّ مديري صفحتي، من دون علمي، ...
إقرأ المزيدشركة الرواية
كان صديقاي الأب جورج مسّوح (رحمه الله) والأستاذ جورج ناصيف (حفظه الله)، يدمنان قراءةَ الرواية. كنتُ قبلَهما أعتبر الرواية مضيعة للوقت. أعاناني على أن أتوب عن هذا الاعتبار. كان واحدًا من اللذائذ عندي أن أسمع أيًّا منهما يتكلّم على روايةٍ أصاب من قراءتها. لم يكن ذوقنا في كلّ شيء واحدًا. ولكنّهما كانا معلِّمَين كبيرَين في ...
إقرأ المزيدزمان الأصنام
مرّةً، دخلتُ على الأب جورج مسّوح في بيته في "عالية" (جبل لبنان). كان في القاعة يكتب مقاله الأسبوعيّ. سبقتني عيناي إلى كلمتَين تعلوان رأس الصفحة البيضاء: زمان الأصنام. استغربتُ علنًا. الأب جورج صديقي، أعرفه بتفاصيله. كان من المستحيل أن يضع عنوانًا لمقالٍ قبل أن ينهيه. هذا إذا وضعه. مثلاً، كان معروفًا عنه أنّه أحيانًا يرسل ...
إقرأ المزيدإلى الأب جورج مسّوح
الكبار تخاطبهم بكلماتهم. هل تذكر؟ عندما كنتَ في المستشفى قبل أن تلبّي نداءً مستعجلاً، كان سؤالك واحدًا تكرّره كلّما التقينا: "ماذا يحدث في الخارج؟". هذا ليس فقط سؤال الحريص على معرفة الأشياء التي أبعده مرضُهُ عنها، بل أيضًا المعطَى أن يُسائلها، ويُسهم في تقويمها. الأصدقاء شركة في الفرح والحزن. أخبرتُكَ شيئًا أحزنني. قلتَ لي: "عندما ...
إقرأ المزيدأعظم الكتّاب
كثير من أصدقاء الأب جورج مسّوح يتحسّرون، في هذه الأيّام، على كتاباته. الأيّام صعبة بأمراضها القديمة والجديدة! السؤال الواحد، الذي يتطارحونه كما لو أنّه زُرِع في أفواههم، هو: "ترى، ما كان رأي الأب جورج في ما يقال اليوم عن "سرّ الشركة"؟"! لا يخلو المدى من أجوبة. سأذكر لكم جوابَين. ابنته الوسطى قالت إنّ أباها، بمناعةٍ ...
إقرأ المزيدعبور
كان الأب جورج مسّوح ينشر ما يكتبه تحت ترويسةٍ يفتخرُ بها، "عبور". قصده كان الفصح. سبقَنا. منذ سنتَين، دخل كلّيًّا في قصده. ذكرتُ هذه الترويسة اليوم. احتجتُ إلى كلمة أخويّة. الإرث حيّ. أعتقد أنّ الأب جورج، في انغراسه في كنيستنا وانفتاحه على الآخر المختلف، كان يريد فقط أن يخدم الفصح الذي يجمع. مرّةً، في نقاش ...
إقرأ المزيدرسالة باقية
كان الأب جورج مسّوح يردّد: "مشكلتنا الكبرى أنّ شعبنا متهاون أخلاقيًّا". لم يكن قصده في الكلام المنحطّ فقط، بل أيضًا في استسهال الفعل الخاطئ أو الإغماض عنه أو تخفيفه. اعتبروا هذه السطور رسالةً باقيةً من أخٍ لم يرد لنا سوى الخير. أعتقد أنّنا، أيًّا كان موقعنا، من واجبنا اليوم أن ننظر إلى هذا الانحطاط بعين ...
إقرأ المزيد