نسكتِ هذا الدير، الذي يداعبُ البحرُ قدمَيه فيما السماءُ تنامُ على كتفه، منذ أكثر من اثنتين وثلاثين سنة. هذا عمر السيّد على الأرض. هذا سنّ الكمال. أذكر يوم خطفَكِ وجهُ يسوع. كنتِ له، وأرادكِ كلّيًّا له. الرسالة، التي تركتها، أذكرها حرفًا حرفًا. ما زلتُ ألتزم طلبك: أن يصلّي أحدُنا للآخر. لا أرجو لك شيئًا مثل ...
إقرأ المزيدبطرس وبولس
هما شفيعا كنيسة رعيّتنا. لا أحتكر العيد! هذا مشتهاي أن يعبق بي شيءٌ من عطره. كيف لي أن أفهم قول الكنيسة عن الرسولَين بطرس وبولس إنّهما المتقدّمان فيها؟ هذا تقدّم الاستقامة والشهادة. ثمّ هذه دعوة إلى التبعيّة. العيد هو لمَن يطيع الدعوة. الحياة، هذه الحياة بتفاصيلها، لا قيمة لها إن لم نَبْنِها على ما تركه ...
إقرأ المزيدإلى الأب إيليّا
أنا كريستال هبر. أنا فتاة عمري ثلاث عشرة سنة. ككلّ فتاة في الأرض، أنا أحبّ أن أسابق الهواء، وأن أواعد أيّامي الآتية برجاء واثق. ولكنّي مختلفة. أجل، إنّي فتاة مختلفة. عندي تشوُّهٌ في العظم واعوجاج قويّ في عمودي الفقريّ يضغط على رئتيَّ، ويهدّد لي حياتي. أنا أحتاج إلى إجراء عمليّة مستعجلة في فرنسا كلفتها باهظة ...
إقرأ المزيدشكرًا لله
يعاونني على هذا المدى التواصليّ عشرة أصدقاء، سبعة رجال وثلاث نساء. بعضهم في الإدارة، وبعضهم في الترجمة، وبعضهم يعينني على أن أطّلع على الحركة الفكريّة على الفايسبوك أو في أمداء أخرى. أحبّ هذا الشعور أنّ ثمر الخير شركة. مرّةً، سألني أحد الإخوة من شمالي لبنان: "من أين تأتي بالأفكار التي تكتبها؟". أجبتُهُ: "منك". كان قصدي ...
إقرأ المزيدالممكن في لبنان
قبل أن ينصرف أبي عن هذه الأرض، أوصاني أن "أتجنّب الانخراط في الأحزاب السياسيّة". لم يسمِّ لي حزبًا. قال وصيّته، مثلما نقلتُها إليكم الآن، بصيغة الجمع. هل الحرب في لبنان هي التي دفعته إلى ترك هذه الوصيّة؟ لا جواب آخر. كان أبي يكره "أن يتقاتل الإخوة". قال مرّةً: "الحرب وضعتْ أهل البيت الواحد بعضهم في ...
إقرأ المزيدكلمة باقية
منذ اثنتي عشرة سنة، غفا محمود درويش على وسادة أبديّة. كان قد وعد أن ما زال عنده كلمة يقولها! الشاعر الحقيقيّ أجرانه، سرّيّةً، لا تفرغ. ما الذي لم يقله بعدُ هذا المبدع الحرّ الذي كان، كلّما فاض شعرًا، يبدو أنّه خرج الآن من عرس قانا (يوحنّا ٢: ١- ١١)؟ هل أنكر إمكان أن تكون الكلمة ...
إقرأ المزيدآحاد الفصح
وصلنا اليوم إلى آخر آحاد الفصح التي استدعاها قولُ إنجيل العيد: "أمّا جميع الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يكونوا أولادًا لله..." (يوحنّا ١: ١٢). تعرفون الأناجيل. كلُّها أمثلة حيّة عن هذه الولادة الجديدة. الذين أظهرت الكنيسةُ أنّهم قبلوا يسوعَ أطلقَهم الفصحُ كما لو من البطن: توما، حاملات الطيب، المخلّع، المرأة السامريّة، والأعمى. كلّهم أتوا من ...
إقرأ المزيدأمرُ العرش!
هل نتعلّم من بلاغة هذا الزمان؟ أمس، كان الفقر ضيفًا علينا، يزور هذا أو ذاك. اليوم، تمدّد حضوره كثيرًا بيننا. صار تقريبًا واحدًا منّا، ينام ويقوم معنا. صرنا له وجهًا وامتدادًا. قال أحد الأصدقاء، في تعليقه على كلماتٍ قرأها هنا على هذه الصفحة، ما يعني أنّ الناس، في بلادنا، عادوا لا يصغون إلاّ إلى صوت ...
إقرأ المزيدنموّ البذار
كنتُ أفكّر اليوم في مَثل "نموّ البذار". هل يمكنني أن أقترح أن تقرأوا المَثل أيضًا (مرقس ٤: ٢٦- ٢٩)؟ المثل كلّه، في تفاصيله، مفتوح على الحاضر للذكرى وللتمثّل. الذي يلقي البذار. الأرض. البذار الذي ينمو من دون أن يُعلَم كيف. المنجل الحاضر من أجل الحصاد. هذا مثل يحكي قصّة أعاجيب الكلمة التي يريد الربّ من ...
إقرأ المزيدأسمى إرادة
كنتُ أعتقد أنّه لا يوجد أحد في الدنيا يريدك أن تحيا مثل أبيك وأمّك. كلمة يسوع "أتيتُ لتكون لهم حياة…" (يوحنّا ١٠: ١٠)، كانت واحدًا من إثباتاتي لنفسي على أبوّته للعالمين. ولكنّي، في هذا الصيف، اكتشفتُ اكتشافًا جديدًا. اكتشفتُ أنّ الابن الحقيقيّ أيضًا لا همّ له مع أبوَيه سوى أن تكون لهما حياة. لا أذكر ...
إقرأ المزيد