قبل أيّام، كنتُ على الطريق مع رفيق لي يعمل مدير بناء في منطقتنا. مرَّ من قربنا بائعُ غازٍ في شاحنة. أشار إليه رفيقي أن يتوقّف، وسأله عن سعر القارورة (في هذه الأيام، لا يوجد في لبنان سعر ثابت لأيّ شيء). أجابه: "٣٠١٠٠٠ ليرة". شكر للبائع جوابه، ثمّ أوضح لي أنّ هذا السعر هو للقارورة في مكانها، أي، كما قال: "نقلُها إلى البيت كلفتُهُ أخرى". خضّني هذا الحوار. أذكرُ الغلاء الفاحش الذي يجعل لبنان، البلد المنهوب، بلدًا للأغنياء! خضّني أنّنا في البلد فقدنا حياءنا كلّه. "والحياء شُعبةٌ (جزءٌ) من الإيمان". أجل، نحن جاحدون! ما معنى هذه الـ١٠٠٠ ليرة المضافة إلى الـ٣٠٠٠٠٠ كما لو أنّها صفعة على وجه وطن؟ مَن قرّرها؟ ما الخسارة التي سيتكبّدها البلد، أو التاجر أو الموزّع، لو تكرّم بإلغائها؟ ما أقبح الجحود!