أعظم ما هو في هذا "النبيّ السابق المجيد" أنّ وعيه كاملاً كان أنّه الصديق والصوت والسراج والإصبع... لعمري، ما من وعي أعظم من هذا الوعي في الكون. أعرف زماننا. أعرف أهله و"أنبياءه". لستُ متأكّدًا من أنّنا جميعًا مقتنعون بحقّ هذا الوعي. أميل إلى أنّ هناك "كثيرين" بيننا يحسبون أنفسهم العريس والكلمة والنور والوجه... لا أتّهم جيلنا بما لم يُلطِّخ جبهات الأجيال كلّها. ستّ مرّات، تجمعنا الكنيسة في السنة، لنعيّد لذكرى نبيّ ما زال صوته يصرخ عاليًا: "لا أستحقّ أن أحلّ سير حذائه" (لوقا ٣: ١٦). هل من دلالة أسطع على أنّها تريدنا أن نهتدي إلى وعيه، الآن؟ أجل، الآن!
جميع الحقوق محفوظة، 2023