لاحظت، مرارًا، في كتب السِيرَة، أنّ القدّيسين، الذين اشتُهروا بدفاعهم عن العقيدة القويمة، كانوا يتميّزون بعفّتهم وبمحبّتهم للفقراء. الوصيّة، التي تركها بولس في خطبةٍ ألقاها في وداع شيوخ الكنيسة في أفسس (أعمال ٢٠: ١٨- ٣٦)، حيّةٌ في القدّيسين. ليس من روح الله أن نفصل الكلمة القويمة عن الحياة القويمة وعن الحبّ، لا سيّما حبّ "الإخوة الصغار". قال بولس للذين أمَّنهم على حقّ الكلمة: "في كلّ شيء أريتُكم أنّه هكذا ينبغي أنّكم تتعبون وتعضدون الضعفاء" (الآية ٣٥). قرأتُ، في مكانٍ ما، أنّ الناس، في الكنيسة أو في خارجها، إن سمعونا نتحدّث عن الكلمة القويمة، لا يفتحون آذانهم فقط، بل عيونهم أيضًا. السِيرَةُ تُقرَأ قبل أن تُكتَب!
جميع الحقوق محفوظة، 2023