بحزن أذكر أنّنا لم ننجح، في هذا الشرق الكبير، في استكمال أيّ مساهمة رصينة، أطلقها أكابر بيننا، من أجل الوحدة بين المسيحيّين. لا أتكلّم فقط على الوحدة بين الشرق والغرب، بل أيضًا على رأب الصدع الذي حدث في بيتنا في أواسط القرن الخامس أوّلاً، ثمّ في مطلع القرن الثامن عشر. الذي يسود اليوم خطاب معظمه لا بلاغة فيه قام بعضه في دهاليز سياسيّة أهدافها معروفة، وبعضه الآخر يقوم على عواطف فضفاضة ومسايرات اجتماعيّة... هل يستطيع المسيحيون، في هذا الشرق، على تراكم السنين التي عبرت على انقسامهم، أن ينسوا أنفسهم، من جديد، في يد الروح من أجل وحدتهم ووحدة المسيحيّين في العالم؟ بانتظار إجابة ترضي، يبقى لنا الآن أن نستقبح جميعنا كلّ لغة خشبيّة تشجّع على التفرقة، ونلتزم أمرَين يغنياننا اليوم وفي كلّ يوم، أن نحبّ ونصلّي، أن نحبّ أكثر ونصلّي كثيرًا.