في الرسالة إلى أهل غلاطية، يجمع بولس، ببراعته المخلِّصة، بين الحرّيّة وخدمة المحبّة (٥: ١٣). ليس من أساس للكلام على الحرّيّة يمكن أن يقوم على أنقاض هذا الجمع. تعرفون آية غلاطية. ولكنّي سأذكّركم بها: "لا تُصيّروا الحرّيّة فرصةً للجسد، بل بالمحبّة اخدموا بعضكم بعضًا". لا تبيح الحرّيّة أن نخطئ أو أن نبني نفوسنا على المكاره والضغائن. نحن نحيا في عالم أسوأ ما يفعله أنّه، بمعظمه، يفصل الحرّيّة عن المحبّة. هذه الكلمات الرسوليّة تلزمنا أن نقول إنّ دعوة الإنسان العليا أن يعتقد أنّ المحبّة هي حدود للحرّيّة لا تُتجاوز. هناك صورة عن العلاقة بين الحرّيّة والمحبّة قرأتُ عنها عند أحد المفسِّرين، صورة نهر تساعده حدوده على أن يصل إلى هدفه. الحدود، التي هي المحبّة، تعطي نهر الحرّيّة أن يجري بثقة إلى مصبّه. هذا طلب موافق أن نزداد في طاعة الرسول. هذا نهرٌ لخلاصنا.