استوقفني الأب جون بريك بقوله: "كلّ مسيحيّ مدعوّ إلى أن يكون لاهوتيًّا بتقديمه ذاته والعالم لله في الصلاة" (الحياة هبة مقدّسة، صفحة ٣٦). المعلّمون الكبار يبنون على الموجود. جاء في تراثنا: "اللاهوتيّ هو مَن يصلّي". ما فعله الأب جون، في قوله، أنّه بنى على التراث ما يظهر بلاغته بوضوح الكبار. ليست الصلاة ترداد كلمات، بل تقدمة، تقدمة للذات أوّلاً ثمّ لكلّ ما يختصّ بهذا العالم وخير أهله. لو توقّف الأب جون في قوله عن اللاهوتيّ إنّه تقدمة، أي لو لم يضف عبارة "في الصلاة"، لكان بإمكاننا أن نضع مكان الصلاة أيّ نشاط آخر. احفظوا هذا القول. ليس اللاهوت فكرًا مجرّدًا، بل هو علاقة بإلهٍ حيّ، وجه معطى لوجه معطى، عالَم نعيده إلى أصله. هذا نشاط القدّيسين!