لا يأتينا الخطأ دائمًا من أبواب خاطئة. هناك أخطاء ندخلها من أبواب شرعيّة. سأعطيكم مثلاً. معظم الناس اليوم يحدّدون ما يريدونه في الدنيا قبل أن يعرفوا أنفسهم فعلاً أو ما أوجدهم الله من أجله. مَن أنا؟ هذا سؤال لا يطرحه الإنسان عمومًا على نفسه. سؤاله: ماذا أريد في العالم؟ أي: ما هو المستقبل الذي أرغب فيه لنفسي؟ على شرعيّة السؤال، لا يستطيع الإنسان أن يفعل شيئًا صالحًا قبل أن يعرف نفسه، يعرف مَن هو فعلاً. الحياة في تفاصيلها تأتي بعد هذه المعرفة، تصبح في خدمتها. من دون هذه المعرفة، تكون الحياة من أجل كمالنا الفرديّ، تكون من أجل راحتي وغناي (لوقا ١٢: ١٦- ٢١)… "أنا أخصّ الله وحده"، هذا جواب الإنسان الذي يبحث عن كماله في الأرض.
جميع الحقوق محفوظة، 2023