29أغسطس

مواضع سجود

       كان يجالس أترابه لأهداف مقدّسة. كان يقصدهم كلّ أسبوع ليرشدهم إلى دروب محبّة الله والإخلاص لكلمته، وليحاول أيضًا أن يعرف أخبارهم الجديدة وصعابهم الجديدة، ويساعدهم على قدر استطاعته.

       إرشادهم ومساعدتهم كانا، عنده، مهمّين بالقدر عينه. كان يؤمن بأنّ الله نفسه قد كلّفه بالأمرين معًا. ولذلك صرف نفسه كلّيًّا من أجل أن يقوموا، وينغمسوا في عمل الخير.

       كان شغله الشاغل فرحهم وغناهم وتقدّمهم وثباتهم. فإذا عرف أنّ أحدهم محتاج إلى كلمة نافعة، قالها له. وإذا أحسّ أنّ واحدًا منهم وقع في زلّة، أو في حزن، أو صدمته صدمة، لازمه، وصلّى له، ليقوم من جديد. وإذا وصل إليه أنّ أحدهم يفتقر إلى مال، كان يقصده سرًّا، ويحمل له ما يحتاج إليه.

       ما كان أحد يشعر بأنّه متطفّل، أو أنّه يعتني بغيره أكثر ممّا يعتني به. كان لهم كلّهم ولكلّ واحد منهم.

       أمّا خير ما تزيّن به فهو أنّه علّمهم أن يكونوا أحرارًا منه. فهو لا أحد! هذا ما كان يردّده على مسامعهم دائمًا، حتّى يتيقّنوا أنّ "كلّ عطيّة صالحة تنحدر من لدن أبي الأنوار"، ويسجدوا لله، وحده، في "كلّ مواضع سيادته".

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content