الصوم الأربعينيّ المقدّس سبيلنا إلى حياة جديدة يطلقها الفصح. أعرف إخوةً عديدين، يمارسون الصوم بانتباه كنسيّ، عندما ينتهي، يشعرون بضيقٍ عظيم. كيف يُداوى هذا الضيق؟ كيف لا يتحوّل فينا إلى انحصارٍ في الذي عبر أو إلى تراخٍ أو مرارة؟ الجواب هو في دوام الوعي أنّ الصوم، الذي ينتهي شكله في العيد، يفترض أن يستمرّ روحه في ما بعده، أي أن تستمرّ فينا انتصاراته التي قادتنا إلى الفصح. أن نجتهد في الصلاة، جماعيّة وفرديّة، وفي الصوم يومَي الأربعاء والجمعة (من عيد الفصح إلى وداعه، لا صوم) وقراءة الكلمة وحياة الطاعة والمحبّة الشاهدة في العالم…، هذا ما ينتظره هذا الإعداد الطويل الذي ينتهي غدًا. كان لنا هذا الصوم تمرينًا على حياةٍ وِجهتُها الفصح الأخير.