لا نعرف من أين جاء. هو إنسان بسيط جدًّا. ما يفعله، أو كلّ ما يفعله، أنّه يحبّك. وإذا قصدته لخدمة، أو عرف أنّك محتاج إلى عون، وجدته أمامك ورهن طاعتك. لا تحمل همًّا، يقول لك. أطلب ما تشاء، أو ما بمقدوري أن أفعله، يتابع. يخدمك بفرح، ويرفض أن تشكر له عونه. والواقع أنّك قبل أن تفعل، يبادرك هو شاكرًا لك أنّك سمحت له بأن يخدمك. وهذا ما كان يذهل كلّ من عرفه.
سمع أحدُ الذين عرفوه جديدًا، واحدًا يقول فيه: إنّه أيقونة منوّرة. فقال هو، بعد أن خبر فضيلته: إنّه ليس أيقونة فحسب، بل إنّما هو أيضًا ملاك من السماء. ألم يقل الكتاب في الملائكة: "جعل من ملائكته أرواحًا، ومن خدمه لهيب نار" (عبرانيّين 1: 7).