يخبرني الأصدقاء أنّ هناك أناسًا، إن راسلتَهم على هاتفهم، لا يجيبونك من فورهم، بعضهم لعدم انتباههم، وآخرون لانشغالهم، وأخيرون لإعطاء أنفسهم قيمةً يرون أنّهم يستحقّونها. هل خبر الأخيرين صحيح؟ هل هناك أناس يتقنون التفاهة بهذه الأناقة؟ إنسانٌ ينتهي إلى تراب، كيف يجهل ما هي قيمته؟ سذاجتي ليست كاملة. أعرف أنّ الخبر صحيح. لا أكتب للكسر. كلّ ما أردتُ أن نذكره أنّ الإنسان العاقل يعرف نفسه. هذه نجاتنا في حياتنا كلّها أن نهرب من التفاهة. أتفه ما يمكن أن أكونه أن أعظّم نفسي بعين نفسي. أنا مَن أقول عن نفسي إنّي أنا! لا أقول إنّ البديل من هذه التفاهة أن نأتي من عين الآخرين. هذه، إن لم تكن لإصلاحنا، تفاهة أخرى. انتبهوا إلى الكلمة. العالم وحش يطلب أن يبتلعنا. كثيرون يعتقدون أنّهم ينجون منه إن أعطوا أنفسهم معنى. معنى الإنسان الوحيد أن يحيا ينتظر رأي الله فيه.
جميع الحقوق محفوظة، 2023