يا مريم البتول، يا فرح العالم المنظور وغير المنظور، مَن مثلك؟ ها أمامنا التاريخ كلّه، إنسانًا إنسانًا. لم يُذكَر في التاريخ أنّ إنسانًا آخر، غيرك، استحقّ أن يُقال فيه ما قيل فيك. يا مَن هي أرفع كرامةً من الملائكة، لمَن من الناس غيرك جعل الله بطنًا أرحب من السماوات؟ ما سرّك؟ العالم كلّه، في تاريخنا كلّه، وقف أمامك مذهولاً! عذراء تلد! أمةُ الكلمةِ جعلها الكلمةُ أمَّهُ! قلتِ، مرّةً، لسيّدة جميلة تخصّك: "لأنّ الربّ نظر إلى تواضع أمته" (لوقا ١: ٤٨). هل كنتِ تناجين بسرّك؟ لا أفاضل بين ما قيل فيك إن تبعتُ الذين دفعهم التأمّل في سرّك إلى أن يلتحفوا بالصمت. "الصمت أيسر، إذ لا خطر فيه"!