استيقظتُ باكرًا. وكان هو يستعدّ للخروج إلى جامعته.
رآني صاحيًا. فاقترب منّي، وقبّلني.
ثمّ نظر إلى الكتب التي كانت مبعثرةً قربي. وقال لي من دون سابق تمهيد: "منذ أيّام، لم أَرَكَ تقرأ في الكتاب المقدّس"!
أجبتُهُ: "أقرأه في غيابك". ولم أكن صادقًا!
لم أستطع أن أقرّ بالحقيقة، حقيقة كسلي، فتجاوزت.
لم يشغلني أن أُبعده من التأثّر بإهمالي.
شغلني أن أدافع عن كسلي.
هو لم يعرف حقيقتي.
صَدَّقَني.
من عادته أن يسمع ما أقوله له، ويصدّقني دائمًا. إنّه يأخذني من فمي.
"إذًا، سأتركك، لتقرأ"، قال ثانيةً. وقبّلني من جديد. وخرج.
لا، لم يكتشف عيبي.
قال قوله الثاني ببراءة قوله الأوّل.
بعد خروجه توًّا، فكّرتُ في مَنْ قال لي هذا الكلام، في مَنْ تركني، لأقرأ. هل هو ابني البكر، أو صاحب الكتاب؟!