دعاني وبعض أصدقاء مشتركين إلى العشاء في منزله.
أخذني سخاءُ المائدة. فأهملتُ أنّ تراثنا أَمَرَنا بأن نقوم عن الطعام قَبْلَ أن نشبع.
بعد انتهاء العشاء، قمنا إلى القاعة. وغلبني نعاسٌ شديد.
يا لَحكمة تراثنا! ويا لَجهلي!
كانوا هم يتحدّثون.
كانت أصواتهم تصل إليّ ضعيفةً مشوَّشة.
لم أكن قادرًا على أن أشاركهم في حديثهم.
لم أكن قادرًا على أن أوزّع طعام سيّدي.
حاولتُ. أمرتُ نفسي بأن أفعل. ولكنّ ثقل عينيّ كان قد ألغاني.
قلتُ في سرّي: "أقوم وأغسل وجهي". وحسبي أن أتنشّط.
نجحتُ قليلاً.
نجحتُ متأخّرًا.كان بعض المدعوّين قد بدأوا بالانصراف.
لستُ أعرف إن كان أحدهم قد شعر بأنّني انصرفتُ قَبْلَهم!
كان ذلك العشاء دينونةً لي.
كلّ عشاء دينونة لِمَنْ ينعسون!
في منزلي، ذكرتُ مثل العذارى اللواتي نعسن، فخسرن لقاء العريس (متّى 25: 1- 13).
بعد عشاء اليوم، يصعب عليّ أن أرجو لقاء العريس.
بعد عشاء اليوم، يصعب عليّ أن أرجو أن يقبلني خادمًا على مائدته الأخيرة.
لو بقيتُ على وعيي أنّني خادم على العشاء، لَمَا نعستُ.
فقط الخدم يستحقّون أن يقدّموا طعام الله، ويجاوروا العريس.