تعاطيتُ الكلمة منذ عقود. ما زلتُ إلى اليوم، كلّما سمعتُ أحدًا يقارب حاضرنا في أحلامه، أي يقول مثلاً: "أحلم بوطن…" أو "أحلم بكنيسة…"، تتحرّك أوجاعٌ في أمعائي لا أتمنّاها لأحد. لا أحبّ الأحلام، في اليقظة أو في النوم. لستُ ممَّن يتنكّرون لصدق الناس أو لا يقبلون بغير أسلوبهم في الكلام. الكلماتُ ما تعنيه. هذه قناعتي أن ليس من حياة ورديّة تهبط علينا من دون أن نحرّك ساكنًا. هل أقول: "لا تفكّروا"، "لا تخطّطوا"؟ هل أضع حدودًا لما يرغب الناس فيه؟ لا، البتّة! كلّ ما أفعله هو أنّني أنتقد جهارًا هواة التأفّف، السلبيّين الذين عيونهم ليست بسيطة، الكسالى الذين لا يقدرون (أو لا يريدون) أن يعطوا يدهم للخدمة. أقول: "انتبهوا من غفلات اليقظة. ما دام نهار، النهار للعمل".
جميع الحقوق محفوظة، 2023