كنتُ أمشي على الطريق أبحث عن شيء أكتبه لكم. للعميان وللفقراء ثقتهم بأنّ الله حاضر في ما يطلبونه. لم أترك شخصًا يعبر من أمامي من دون أن أفحصه كلّه، من أعلى رأسه حتّى أخمص قدمَيه. لم أرفع صوتي مثل ذلك الأعمى، صديقي، الذي ذكرَهُ الإنجيل. لكنّي كنتُ قادرًا على التقاط أيّ صوت. لاحظتُ أشياء أعرفها، أشياء تكرّرتْ أمامي من جديد مع هذا وذاك. رأيتُ أشخاصًا أكل الحزنُ وجوههم، وآخرين يمشون يكلّمون أنفسهم، رجالاً ونساءً، شبابًا وشيوخًا. كلّهم من بلدنا. الحزن صار له هويّة! المرأة الوحيدة، التي سمعتُها تغنّي فيما كانت تمشي، بدت لي أنّها أجنبيّة! بلد، لا ينتج فرحًا، لتستمرّ الحياة فيه، عليه أن يستورد! متى يستعيد اللبنانيّون أصوات غنائهم؟