سُمِّيت مريم. هناك مريم من الناصرة يشتهي الكون أن يتمثّل بها. ولكنّ هذه، التي من مصر، خرجت على اسمها. عاشت شبابها في الفسق. ثمّ في يوم، نظّم بعضُ قومها رحلةً إلى فلسطين من أجل السجود للصليب. التحقت بالرحلة تقصد التسلية التي فيها دمارُها. لم تكن تعرف أنّ شفيعتها تنتظرُها هناك على بابِ الكنيسة، حيث الصليب. لم تكن تعرف أنّ الأمّ لا تيأس من بنيها. على الباب، حدث ما لم تتوقّعه. الناس يدخلون. لكنّها هي تشعر بيدَين تصدّانها. "رجعت إلى نفسها". رفعت عينَيها إلى صورةٍ لأمّها في أعلى الباب، وقالت لها ثلاث كلمات: "أدخليني أكنْ لك". جاءتها أمّها بالحلّة الأولى. "ماذا عليّ أن أفعل؟". "القبلة، التي تركتِها على صليب ابني، هي تعلّمك كلّ شيء". هذه انطلاقة قصّة مريم المصريّة التي اختبرت في البرّيّة، في ما بقي لها من عمر، أنّها ابنة البيت، ابنة الرحمة والجهاد، ابنة الصدّ والقبلة!