يلفتنا في العهد الجديد أنّ يسوع، كلّما ذاع صيته في الأرض، كلّما قام إلى صليبه. سأعطيكم مثلاً. بعد أن دخل يسوع مدينة أورشليم، أتى إلى تلاميذه أناس يونانيّون، وطلبوا أن يروه (يوحنّا ١٢: ٢٠- ٢٢). هذا إعلان عن شهرة عالميّة. ولكنّ يسوع، بدلاً من أن يقوم إلى طالبيه، يقوم إلى الكلام على أنّ ساعة تمجيده، أي صلبه، قد أتت. هل كان يسوع يهرب من الشهرة؟ ليس ما فعله هروبًا، بل كشف أنّ موته هو خلاص للعالمين. بعد هذا، يطلب يسوع إلى أبيه أنْ يُمجّد اسمه. يجيبه صوت من السماء أنْ "مجّدتُ، وأمجّد أيضًا" (الآية ٢٨). الذي قصده اللهُ الآبُ هنا أنّ المجد، الذي تجلّى في ما علّمه يسوع وعمله، سينكشف كاملاً على الصليب أيضًا. ليس من شهرة ليسوع أسمى من أن يكمل أنّه يحبّنا جميعنا من قبل كون العالم (يوحنّا ١٧: ٥)!