29أغسطس

فقراء الله

       مرض، وما فاز من المكروه. وكان موته صدمة لزوجته وأولاده القاصرين. وشاركهم في مصيرهم شابّ فقير كان يقطن في حيّهم.

       كان الشابّ منخرطًا في جماعة غزاها روح الله. فنقل وضع هذه العائلة المنكوبة إلى معارفه. فتأثّر هؤلاء في ما سمعوه. ووضعوا أمامهم هدفًا إضافيًّا إلى أهدافهم المقدّسة: أن يحاولوا أن يبقوا، على قدر استطاعتهم، حياة هذه العائلة، التي لا يجمعهم وإيّاها دين واحد، طبيعيّة. وإن كان هذا مستحيلاً على فرد مثله، فإنّه ممكن على مجموعة، ولا سيّما إذا اتّكلت على الله، وأحسنت التفكير، واستطاعت أن تجمع حولها أشخاصًا يحبّون الله، ولهم قدرة ليست عندها. وشاركهم، في مسعاهم، بعض أقرباء هذه العائلة الذين تبنّوا تعليم الأولاد الثلاثة. وكان عليهم هم أن يساهموا في تأمين الطعام والكساء وبعض أدوية للوالدة المريضة.

       كانوا يعملون واضعين نصب أعينهم قول الربّ: "لأنّي جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبًا فآويتموني، وعريانًا فكسوتموني، ومريضًا فعدتموني، وسجينًا فجئتم إليّ" (متّى 25: 35 و36). وساعدهم صاحب القول. وهم بقوا أوفياء لهدفهم، حتّى شبّ ولد هذه العائلة البكر، وغدا منتجًا.

       أمّا خير ما تعلّموه، في هذه المسيرة التي لم تخلُ من صعوبة، فهو أنّ الفقراء، إلى أيّ دين أو مذهب انتموا، يخصّون الله، وأنّ حبّهم ومعونتهم يتقبّلهما هو، ويعملهما هو.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content