17سبتمبر

فرصة تجديد

هناك محطّات، لها معانيها في الأرض، لم أتركها تستوقفني. لا أميّز نفسي. الأيّام، مثلاً، أيًّا كانت مناسباتها، هي، عندي، واحدة. أيّ يوم، في شروقه وغروبه، يصوّر لي الحياة بكمالها. أيّ يوم، بل أيّ لحظة، عطيّة، زمان مفتدى، إمكان انطلاق جديد، نهاية تنادي النهاية! هذا، من دون بلاغة لغة، كان تراثنا في بيتنا. كان أبواي يجهلان تاريخ اليوم الذي وُلد كلٌّ منهما فيه. لم أرَ أيًّا منهما يتعاطى الأيّام بتكريمٍ افتراضيٍّ أنّ هذا أو ذاك هو يومُ ميلاده، أو أسمعه يتحسّر على يومٍ سقطَ من تاريخه سهوًا! كان أبي يردّد أقوالاً تظهرُ اعتقاده ثابتًا بأنّ حياته عبور. هل كان يرى، هو وأمّي، اليومَ فرصةً جديدةً لتجديد الحياة؟ أعتقد أنّ أبويّ حاولا أن يفهما أنّ كلّ ما في الحياة هو نعمة، نعمة لا يستحقّانها. هذا معنى الحياة.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content