16مايو

عينا الربّ

سمعتُهم ينتقدونه غائبًا، وشاركتُ في الحديث.
حسبتُهم على حقّ. وحسبتُ نفسي.
كنّا متوافقين على الكلام عليه، وعلى كلّ شيء.
لم يشعر أحدٌ منّا بأنّ في حديثنا أيَّ عيب!
قَبْلَ أن ننتهي، فاجأنا بحضوره مَنْ تناولناه مِنْ دون رحمة. واقترب منّا، وسلّم علينا.
كان هناك وهنا. وبات كلّيًّا هنا.
كيف أتى؟ لستُ أعلم!
أمّا لماذا؟، فسؤال أصعب!
وقفنا جميعُنا له، ورددنا على سلامه!، وقبّلناه بحرارة ظاهرة.
قبّلتُهُ بفمي ذاته، بفمي الذي ثَلَبَهُ.
لم تكن بيننا صَدَعَات. كنّا متوافقين على كلّ شيء. وازداد اتّفاقنا بوجوده!
ضاقت نفسي. فاغتنمتُ فرصةً تمكّنني من الخروج. وفعلت.
لم ينقص اتّفاقهم! غير أنّ شعورًا مفاجئًا هاجمني بعد خروجي. شعرتُ بعينين تتبعانني.
التفتُّ ورائي. لم أرَ أحدًا!
كنتُ واثقًا بأنّ ثمّة مَنْ يتبعني. ولكنّي لم أرَ!
لم أسأل مَنْ كان ورائي.
عرفتُ!
عرفتُ أنّ ورائي مَنْ لا أقدر على رؤيته بعد معصية.
ورائي مَنْ كان معنا، ويرانا.
ورائي مَنْ كان أمامي، ويراني.

شارك!

اضف رد

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content