لا شيء يفرحني، متى تابعت هذا المدى التواصليّ، مثل أن أرى أنّ الذين يتحاورون، على هذا الموقع أو ذاك، أناس من غير بلد أو غير دين أو مذهب أو مستوى ثقافيّ.
لا أتكلّم على الملايين. المعاني لا تحتاج إلى أعداد كبيرة. وعلى أنّ هذه المتابعة، متابعتي، جديدة جدًّا، يجب أن أقرّ بأنّها أصّلت فيَّ أمورًا عدّة. منها، مثلاً، أن ليس من شيء بلا معنى. ومنها أنّ للناس قناعاتٍ باقيةً من خارج عالم السياسة. الدنيا سياسة، أو هذا ما يريدنا أهلها أن نقتنع به. سقط سؤال لازمني طويلاً: هل ثمّة لقاء ممكن بين الناس "المختلفين" في هذه الأرض؟
كنت أعتقد أنّ الناس اختزلوا كيانهم بأيادٍ تصفّق وأفواه تهيّص. زعماء الأرض خدعوني بإهدائي هذا الاعتقاد. حرّرتني هذه المتابعة بعضَ الشيء منه. أرادتني أن أرى شيئًا آخر. لن أقول الدنيا أحلى بلا سياسة، بل أحلى متى التقى الناس، الذين عندهم اختلافاتهم الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة واللغويّة...، على كلماتٍ وصور تستدعي وجوههم، فيعطونها!