ثمّة بدع يمتنع أهلها عن التبرّع بالدمّ لأيٍّ كان، أو قبوله لأيّ عذر كان. هذا تأثّر بيهوديّة ربطت بين الدم والحياة. عمومًا، لا يعادي المبتدع فعلاً أو قولاً إلاّ لهدف وحيد: أن يجعل الإنسان، أيّ إنسان، يشكّ في إيمان جماعته، فيخرج منها وعليها. ظاهريًا، إن تكاسلنا عن إتمام التبرّع بدمنا، حيث نقدر، لمرضى يعوزهم دمنا، لا نقصد أن نخدم هدف المبتدعين. أمّا واقعيًّا، فكلّ برودة في بذل المحبّة تجعلنا غرباء عن رضا الحقّ.
المسيح بذل دمه فداءً لنا. هذا أمر يكفي، لنفكّر، جماعاتٍ وأفرادًا، في جعل هذا النوع من البذل من أولى أولويّاتنا. ثمّة مرضى كثيرون يريدنا الربّ أن نُسهم في إحيائهم. السؤال الوحيد الذي لم يُعطَ إنسان أن يجيب عنه في هذه الحياة إن كان يستحقّ فداء المسيح. أمّا الإنسان، فشأنه أن يسعى. وخير سعي أن يفتح، قادرًا، كلّ أبواب المحبّة التي تكشف، في الأرض، جمالات الأبد.