3يونيو

على رجاء اللقاء

       انتحر زوجها، وبقيت هي أمينة لله همّها أن تحفظ وأولادها حبّه، وأن يبتعدوا جميعًا عن كلّ شرّ وقلق.

       لم يجعلها موت زوجها تفقد رجاءها بالله. وهذا كانت تقوله في كلّ قول وتصرّف، وتقوله، بفصاحة، في صبيحة كلّ أحد، إذ كانت تذهب وأولادها جميعًا إلى الله الذي يضيف المؤمنين على مائدة خلاصهم ليحييهم بجسد ابنه ودمه المقدّسين.

       حبّها لله علّمها أن تجنّد نفسها له ولأولادها. كانت تعتني بهم كمن يعتني بحدقة عينه. وزادت عنايتها كثيرًا بعد أن أصيبت ابنتها بمرض خطر دفعها إلى أن تلازم فراشها.

       لم يخف عنها أنّ مرض ابنتها للموت. ولكنّ هذا أيضًا لم يجعلها تفقد رجاءها بالله. وكانت لها ابنتها المريضة خير مشدّد.

       كانت الفتاة تعرف أولويّات والدتها. ولذلك ما كانت تقبل أن تلازمها أمّها في صبيحة كلّ أحد، رغم حاجتها الملحّة إليها. كانت تحضّها على أن تذهب إلى القدّاس الإلهيّ لتتقوّى بالله الذي ينتظرها. وكانت الوالدة تخضع لإلحاح كانت هي المسؤولة الأولى عن دافعه. وكلّما ازدادت أوجاع مرض الفتاة، ازداد حضُّها أمَّها على الأمانة. وهكذا كان في آخر أحد كان للفتاة على الأرض.

       ذهبت الوالدة إلى القدّاس، ودعت، في موقع الدعاء، أن يحفظ الله الآب ابنتها، ابنته، برحمته. وعادت إلى بيتها لترى الصبيّة قد تحرّرت من كلّ خوف. وبعد أن ودّعتا بعضهما بعضًا على رجاء اللقاء، رقدت الفتاة بسلام.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content