29أغسطس

عطيّة رجل غريب

       كان سكّيرًا. وكان سكره يذهب بعقله، فيملأ بيته صراخًا وشتمًا، ويضرب زوجته أبرح ضرب.

       مرض هذا الرجل، وحكم طبيبه أن يخضع لعمليّة جراحيّة تبلغ كلفتها ستّة ملايين ليرة لبنانيّة. وما كان يملك منها قرشًا واحدًا.

       اتّصل بابن له يعمل في الخارج، وطلب معونته. فدبّر له ذاك نصف المبلغ المطلوب. وحاول ابن له ثانٍ أن ينقل حاجته إلى مدير الشركة، التي يعمل فيها، ويطلب سلفة على معاشه بالمبلغ المتبقّي. فدخل عليه، وأخبره شكواه، ولكنّ المدير رفض طلبه، وردّه خائبًا.

       كان حاضرًا، في ذلك الوقت، رجل غريب، سمع الشكوى، وسمع الرفض. ولمّا خرج الشابّ مكسورًا، خرج معه الرجل الغريب، وأعطاه بطاقة عنوانه، وقال له: تعال إليّ غدًا صباحًا، وأحضر معك ما يثبت صدق طلبك.

       في اليوم التالي، ذهب الشابّ إلى الموعد، وأخذ معه دلائل صدقه. وبعد أن اطّلع عليها الرجل الغريب، حرّر شكًّا بالمبلغ المتبقّي، وأعطاه إيّاه من دون أيّ سند!

       فخرج الشابّ فرحًا، وهو يقول في نفسه: إنّ الله يدبّر حياة جميع الناس المستحقّين منهم وغير المستحقّين!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content