كان يصرف حياته في محبّة الله وشعبه. لم يقصد ألاّ يتزوّج. ولكنّ عمره غفله!
كان، ككثيرين، يحلم بأن تكون له زوجة وأولاد. وهذا كان يشعر به أقرباؤه وأصدقاؤه عندما كان يقصدهم، ويداعب أطفالهم كأب.
لا يعني هذا أنّه ندم على بقائه عازبًا. فحياته المبذولة لم تسمح له بأن يفكّر في نفسه. كان نهضويًّا. والذين شاركوه، في نهضويّته، كانوا يحاولون أن يذكّروه بنفسه. ولكنّهم كانوا يشعرون بأنّه ليس لنفسه. كان لله ولهم.
حبّه لله كان أهمّ ما في حياته. ومحبّته لهم لا تقلّ فهمًا وعمقًا عن حبّه لربّه. وهذا كان يسكتهم، ويوقف إلحاحهم. لا لأنّهم أنانيّون، أو يئسوا من إقناعه. ولكن لأنّه كان واضحًا، ولأنّهم اقتنعوا بأنّ له قناعته.
ثمّ فهموا، بعد أن منّ الله عليهم بأن يزدادوا في معرفته، أنّ من كان لهم أخًا هو، في الواقع، أبٌ لهم. وفهموا أيضًا أنّ ثمّة بشرًا يخطب الربّ ودّهم، ويعطيهم هو أن يشاركوه في أبوّة شعبه.