الذي يعشق المال لا يمكن أن يكون عنده، في هياكل دماغه، مكان للمشاعر الإنسانيّة! سأعطيكم مثلاً عن ذلك ما جرى في بيت لعازر في مثل هذه الأيّام. كان هناك يسوعُ ضيفًا على لعازار وشقيقتَيه. الفرح، في البيت وفي بيت عنيا كلّها، عظيمًا كان بإقامة لعازر من الموت. جاءت مريمُ شقيقة لعازر، وصبّت من قاروةِ طيبٍ غالي الثمن على قدمَي الضيف الكريم. واحد تنكّر للفرح: يهوذا الإسخريوطيّ، التلميذ الخائن، باعتراضه على ما يجري. قال بوقاحة: "لماذا لم يُبَعْ هذا الطيب بثلاثمئة دينار، ويُعطَ للفقراء؟". في هذا السياق، أدخل يوحنّا كاتبُ الإنجيل نفسَهُ على نصّه، وقال ما معناه أنّ يهوذا لصّ كاذب (١٢: ٣- ٦). لا يمكن أن يفكّر عاشق المال خيرًا في أوضاع الفقراء. أجل، لا يمكن!