كانت وصيّة محمود درويش للرئيس محمود عبّاس أن يقول لمحتلّي أرضهم: "خذوا أرض أمّي بالسيف، لكنّي لن أوقّع باسمي على بيع شبر من الشوك حول حقول الذرة". الوصيّة صالحة لكلّ أتراب المحمودَين في هذا العالم، بل لكلّ مَن له سُلطة على شبر أرض في بلاده، وَقْفًا كان أو ملكًا شخصيًّا. بيعُ الأوقافِ للمحتلِّ عارٌ لا تمحوه التوبةُ عنه! إنّه مثلُ بيع النفْس! الأرض لنا. الأرض فينا. أيضًا قال محمود درويش: "أنا الأرض في جسد". الوصيّة صريحة مثل صباح يوم مشرق. لم يقل: "خذوا أرض أبي"، بل "أرض أمّي". الأمّ يسكنها بنوها! أمّا "شبر من الشوك"، أي ما لا تأسف عليه إن تبدَّد أو احترق، فحتّى هذا ليس للبيع! الشعراء، الذين يسكنهم حبُّ أوطانهم إلى النهاية، يحقّ لهم أن يوصوا. يولد التاريخ الجديد من الذين يطيعون الخير الذي يوصينا به أهل الخير. رحم الله الموصي. دامت الوصيّة.