أتيتُ إلى الصوم الكبير بعد تهاونٍ كبير. في بيتنا، كنّا مقسومين إلى قسمَين. القسم، الذي يصوم، هما أمّي وأختي. لا أنكر تأثيرهما في خياراتي الجديدة. لكنّ الصوم، ممارسةً، جاءني هديّةً من هدايا الكلمة (أقصد هنا التعليم الذي توزِّعه حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة). هذا أعطاني أن أتنشّق دائمًا رائحة كلمة الله في أيٍّ من مقتضيات الالتزام في كنيستنا. كلّ شيء كلمة، أو يأتي من الكلمة، أو من طاعة الكلمة. لا أقول لكم إنّ الذين لا يعرفون شيئًا من تعليم كنيستهم، إن صاموا، لا بلاغة في صومهم. الذي أقوله إنّ الصوم أوجدته الكلمة للتبحّر فيها أو لمصالحتها. هذا صوم يرضي الله: أن نجعل صومنا سيرًا في كلمات باقية تركها الله دليلاً لنا إليه.