يبدأ اليوم "صوم أربعينيّ مقدّس" ينتهي بعيد الميلاد المجيد (٢٥ كانون الأوّل). الأصوام، في كنيستنا، تعبق بها كلّها رائحةُ الفصح. كلّها سَيْرٌ إلى "العيد"، إلى الحدث، إلى العبور من الموت إلى الحياة، أي إلى عمق الانكشاف أنّ الله هو حياتي. هذا العالم، أيًّا كانت صعوباتُهُ، يُتجاوز، يُرتقى فيه إلى الأسمى، إلى مذاق العناق الأبديّ. هل أعارض الذين سمعتُهم يقولون إنّ الصوم صعب في الأزمة، في عالم خائف، مهدّد، في لبنان مقفَل ومفتقر...؟ لا أعارض أحدًا. ما أفعله أنّني أهمس إلى نفسي، في هذه الأزمة، أن أعطي المسيح الآتي عينَيَّ في هذا الصوم الذي أرجوه نافعًا، لكلّ ملتزميه وللعالم، لاستقلال القلب، لاستدرار الرحمة، وللحياة التي من فوق.