كان واثقًا أنّ الله يُحيي صداقتنا. إثباته أنّنا، لسنين طويلة كان يعمل فيها بالخارج، كنّا نلتقي، في زياراته إلى لبنان، من دون اتّفاق، في دارةِ صديقٍ مشترك. استيقظتُ يومًا على خبر أنّه نشر نصًّا جرّحني فيه. لا أخفي: صدمني نصُّهُ! قال كلماتِ خصومةٍ لا أحبّ أن أردّدها على نفسي! ولكنّ صدمتي لم تطل. عجَّلَ في تجاوزي إيّاها أنّه كان قد أقنعني بثقته. عندما التقيتُ به بعد نصِّهِ المجرِّح، واجهتُهُ بقولي: "ما كتبتَهُ عنّي لن يغيّر أنّك صديقي". غارَ وجهُهُ. لم ينتظر ما سمعه. هل سيصحو صديقي يومًا إلى ما كنّا نثق به؟!