ما سرّ هذَين المثلَين، مثل الفرّيسيّ والعشّار (لوقا ١٨: ١٠- ١٤) ومثل الابن الشاطر (لوقا ١٥: ١١- ٣٢)، اللذين يسيطران على صلوات الصوم الأربعينيّ المقدَّس؟ هذا سؤال يعيد ذاته عليَّ في كلّ صوم كبير. لا أتذمّر من تكرار! حاشا! مَن يتضجّر من إلحاح الكلمة؟ لكنّي أحبّ أن أبدي عجبي علنًا! عجبي وإعجابي! كنيسة، ورثت كتابًا مقدّسًا فيه كلماتٌ لا تنتهي، لتكتب الصلوات في موسم كبير، تستمدّ حبرها، في غير خدمة من خِدمه، من مثلَين لا يتجاوزان معًا الـ٣٧ آية! هذا هو السرّ! إن كانت آيات معدودة تكفي لحثّنا، أربعين يومًا، على أن نجدّد حياتنا، فما الممكن أن تفعله بنا صداقةُ كتابٍ بكامله؟ الكنيسة تقول لنا في هذا الصوم: "أن تعودوا إلى الله، لهو أن تعودوا إلى كلمته أوّلاً"!
جميع الحقوق محفوظة، 2023