كان صديقاي الأب جورج مسّوح (رحمه الله) والأستاذ جورج ناصيف (حفظه الله)، يدمنان قراءةَ الرواية. كنتُ قبلَهما أعتبر الرواية مضيعة للوقت. أعاناني على أن أتوب عن هذا الاعتبار. كان واحدًا من اللذائذ عندي أن أسمع أيًّا منهما يتكلّم على روايةٍ أصاب من قراءتها. لم يكن ذوقنا في كلّ شيء واحدًا. ولكنّهما كانا معلِّمَين كبيرَين في الإحساس اليقظ بواقعنا العربيّ وما يسهم في إنهاضه وبذوق اللغة التي تخترق القلب عن معرفة وعن صناعة. قال لي أحدُهما مرّةً: "يفتح لك الروائيّ الحقيقيّ البابَ على مصراعَيه للمشاركة في إنسانيّته. هذا إقبال على الوحدة الإنسانيّة عظيم". لكلِّ شيءٍ معلِّموه.
جميع الحقوق محفوظة، 2023